صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

{ وقالوا آلهتنا خير أم لهم } أي عيسى ؛ فإذا كان هو في النار فلنكن نحن وآلهتنا معه . وقد أبطل الله قولهم بقوله : { ما ضربوه لك إلا جدلا } أي لأجل الجدل والغلبة في القول بالباطل ، لا لطلب الحق .

{ هم قوم خصمون } لدّ شداد الخصومة ، مجبلون على اللجاج في الباطل . جمع خصم – بفتح فكسر – وهو المجادل .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

جدلا : خصومة بالباطل .

خَصِمون : شديدون في الخصومة ، ومجبولون على اللجاج وسوء الخلق .

فقال الكافرون : أآلهتنا خيرٌ أم عيسى ؟ فإذا كان عيسى في النار فلنكنْ نحنُ وآلهتنا معه . . وما ضرب الكفار لك هذا المثَلَ إلا للجدل والغلبة في القول

لا لإظهار الحق .

{ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }

إنهم قوم شديدون في الخصومة ، مجبولون على العَنَتِ والعناد .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

وذكر الله تعالى في هذه السورة تلك القصة وهو قوله { وقالوا أآلهتنا خير أم هو } يعني عيسى عليه السلام { ما ضربوه لك إلا جدلا } أي إلا الإرادة للمجادلة لأنهم علموا أن المراد بحصب جهنم ما اتخذوه من الموات { بل هم قوم خصمون } يجادلون بالباطل

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

وذلك أن قريشاً قالوا كما مضى في الأنبياء { إنا وما نعبد في جهنم } مقتض أن يكون عيسى كذلك ، وأن نستوي نحن وآلهتنا به ، فإنه مما عبد ونحن راضون بمساواته لنا - إلى آخر ما قالوا وما رد عليهم سبحانه به من الآية من العام الذي أريد به الخصوص كما هو مقتضى كلامهم ولسانهم في أن الأصل في " ما " لما لا يعقل ، وذلك هو المراد من قوله تعالى حاكياً عنهم : { وقالوا أآلهتنا } التي نعبدها من الأصنام والملائكة { خير أم هو } أي عيسى فنحن راضون بأن نكون معه .

ولما اشتد التشوف إلى جوابهم ، وكان قد تقدم الجواب عنه في الأنبياء ، قدم عليه هنا أن مرادهم بذلك إنما هو المماحكة والمماحلة والمراوغة والمقاتلة فقال تعالى : { ما ضربوه } أي ما ضرب الكفار : ابن الزبعري حقيقة وغيره من قومك مجازاً ، المثل لآلهتهم بعيسى عليه الصلاة والسلام { لك إلا جدلاً } أي لإرادة أن يقتلوك عن دعوتك مغالطة وهم عالمون بأن ما ألزموك به غير لازم ولم يعتقدوا لزومه قط لأن الكلام ما كان إلا في أصنامهم ، ولأن الخصوص في كلامهم شائع ، ولأنه قد عقب بما يبين الخصوص ويزيل اللبس على تقدير تسليمه ، فلم يقتدوا قط بما ألزموا به أنه لازم { بل هم قوم } أي أصحاب قوة على القيام بما يحاولونه { خصمون } أي شديدو الخصام قادرون على اللدد ، روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ، ثم قرأ الآية " .