صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

{ الظانين بالله ظن السوء } أي ظن الأمر الفاسد المذموم ، وهو أن الله تعالى لا ينصر رسوله والمؤمنين ، وأنهم لا يرجعون إلى المدينة أبدا لاستئصالهم بمكة . { عليهم دائرة السوء } دعاء عليهم بأن يحيق بهم ما تربصوه بالمؤمنين . والدائرة في الأصل : الخط المحيط بالمركز ، ثم استعملت في النازلة المحيطة بمن نزلت به ، إلا أن أكثر ما تستعمل في المكروه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

وأما المنافقون والمنافقات ، والمشركون والمشركات ، فإن الله يعذبهم بذلك ، ويريهم ما يسوءهم ؛ حيث كان مقصودهم خذلان المؤمنين ، وظنوا بالله الظن السوء ، أنه لا ينصر دينه ، ولا يعلي كلمته ، وأن أهل الباطل ، ستكون لهم الدائرة على أهل الحق ، فأدار الله عليهم ظنهم ، وكانت دائرة السوء عليهم في الدنيا ، { وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } بما اقترفوه من المحادة لله ولرسوله ، { وَلَعَنَهُمْ } أي : أبعدهم وأقصاهم عن رحمته { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

قوله تعالى : " ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات " أي بإيصال الهموم إليهم بسبب علو كلمة المسلمين ، وبأن يسلط النبي عليه السلام قتلا وأسرا واسترقاقا . " الظانين بالله ظن السوء " يعني ظنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرجع إلى المدينة ، ولا أحد من أصحابه حين خرج إلى الحديبية ، وأن المشركين يستأصلونهم . كما قال : " بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا " [ الفتح : 12 ] . وقال الخليل وسيبويه : " السوء " هنا الفساد . " عليهم دائرة السوء " في الدنيا بالقتل والسبي والأسر ، وفي الآخرة جهنم . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو " دائرة السوء " بالضم . وفتح الباقون . قال الجوهري : ساءه يسوءه سوءا ( بالفتح ) ومساءة ومساية ، نقيض سره ، والاسم السوء ( بالضم ) . وقرئ " عليهم دائرة السوء " يعني الهزيمة والشر . ومن فتح فهو من المساءة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

ولما كان من أعظم الفوز إقرار العين بالانتقام من العدو وكان العدو-{[60158]} المكاتم{[60159]} أشد من العدو{[60160]} المجاهر المراغم{[60161]} قال تعالى : { ويعذب المنافقين } أي يزيل كل ما لهم من العذوبة { والمنافقات } بما غاظهم من ازدياد الإيمان { والمشركين والمشركات } بصدهم الذي كان سبباً للمقام الدحض{[60162]} الذي كان سبباً لإنزال السكينة {[60163]}الذي كان{[60164]} سبباً لقوة أهل الإسلام بما تأثر عنه من كثرة الداخلين فيه ، الذي كان سبباً لتدمير أهل الكفران ، ثم بعد ذلك عذاب النيران .

ولما أخبر بعذابهم ، أتبعه وصفهم بما سبب لهم ذلك فقال تعالى : { الظانين بالله } أي المحيط بجميع صفات الكمال { ظن السوء } من أنه لا يفي بوعده في أنه ينصره رسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه المؤمنين أو أنه {[60165]}لا يبعثهم . أو أنه{[60166]} لا يبعثهم أو أنه لايعذبهم لمخالفة رسوله{[60167]} صلى الله عليه وسلم . ومشاققة أتباعه . ولما أخبر سبحانه وتعالى بعذابهم فسره بقوله : { عليهم } أي في الدنيا والآخرة بما يخزيهم الله به من كثرة جنوده وغيظهم منهم وقهرهم بهم { دائرة السوء } التي دبروها أوقدروها للمسلمين لا خلاص لهم منها ، فهم مخذولون في كل موطن خذلاناً ظاهراً يدركه كل أحد ، وباطناً يدركه من أراد الله تعالى من أرباب البصائر كما اتفق في هذه العمرة ، والسوء - بالفتح والضم : ما يسوء كالكره إلا أنه غلب في أن يضاف إلى ما يراد ذمه ، والمضموم جار{[60168]} مجرى الشر الذي هو ضد الخير - قاله في الكشاف .

ولما كان من دار عليه السوء قد لا يكون مغضوباً عليه ، قال : { وغضب الله } أي الملك الأعظم بما له من صفات الجلال والجمال فاستعلى غضبه { عليهم } ، وهو عبارة عن أنه{[60169]} يعاملهم معاملة الغضبان بما لا طاقة لهم به . ولما كان الغضب قد لا يوجب الإهانة والإبعاد قال{[60170]} : { ولعنهم } أي طردهم طرداً سفلوا به أسفل سافلين ، فبعدوا به عن كل خير .

ولما قرر ما لهم في الدارين ، وكان قد يظن أنه يخص الدنيا فلا يوجب عذاب الآخرة ، أتبعه بما يخصها فقال : { وأعد } أي هيأ الآن { لهم جهنم } تلقاهم بالعبوسة والغيظ والزفير والتجهم كما كانوا يتجهمون عباد الله مع ما فيها من العذاب بالحر والبرد والإحراق ، وغير ذلك من أنواع المشاق . ولما كان التقدير : فساءت معداً ، عطف عليه قوله : { وساءت مصيراً * } .


[60158]:زيد من ظ ومد.
[60159]:من ظ ومد، وفي الأصل: المكتم.
[60160]:سقط من ظ ومد.
[60161]:من ظ ومد، وفي الأصل: الزاعم.
[60162]:من ظ ومد، وفي الأصل: الدخض.
[60163]:من ظ ومد، وفي الأصل: التي كانت.
[60164]:من ظ ومد، وفي الأصل: التي كانت.
[60165]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[60166]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[60167]:من مد، وفي الأصل و ظ: رسول الله.
[60168]:من مد، وفي الأصل: جارى.
[60169]:من مد، وفي الأصل و ظ: أن.
[60170]:من ظ ومد، وفي الأصل: زاده تأكيدا فقال تعالى زيادة على أبعادهم.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا} (6)

{ ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا }

{ ويُعذَِب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السَّوء } بفتح السين وضمها في المواضع الثلاثة ، ظنوا أنه لا ينصر محمداً صلى الله عليه وسلم والمؤمنين { عليهم دائرة السَّوء } بالذل والعذاب { وغضب الله عليهم ولعنهم } أبعدهم { وأعَدَّ لهم جهنم وساءت مصيراً } مرجعاً .