صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ} (4)

{ ترميهم بحجارة من سجيل } من طين متحجر محرق . أو بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدون في السجيل ، وهو الديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار ؛ كما أن السجين هو الديوان الذي كتبت فيه أعمالهم . واشتقاقه من الإسجال بمعنى الإرسال . وعن عكرمة : كانت ترميهم بحجارة معها كالحمصة ؛ فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري ، وكان أول يوم رئي فيه الجدري بأرض العرب . وقال ابن عباس : كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده ؛ فكان ذلك أول الجدري . وقيل : إن أول ما رئيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام . وقال ابن جزي في تفسيره : إن الحجر كان يدخل من رأس أحدهم ويخرج من أسفله ، ووقع في سائرهم الجدري والأسقام ، وانصرفوا وماتوا في الطريق متفرقين ، وتقطع أبرهة أنملة أنملة .