التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ} (4)

قوله : { ترميهم بحجارة من سجّيل } يعني هذه الطير الأبابيل أرسلها الله على أصحاب الفيل بحجارة من سجيل ، وهي طين في حجارة ، وكانت واحدتها دون الحمصة وفوق حبة العدس . وقيل : خرجت الطير من قبل البحر مع كل طير ثلاثة أحجار ، حجران في رجليه ، وحجر في منقاره ، ولا يصيب شيئا إلا هشمه . فما كانت الواحدة من الحجارة تصيب أحدا من جنود أبرهة إلا أهلكته . فأصابت منهم من أصابت ، وفرّ الآخرون هاربين ، يبتدرون الطريق الذي جاءوا منه ، فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون على كل ناحية ، فأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم ، فسقطت أنامله أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء ، فما مات حتى تصدّع صدره عن قلبه .