السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ} (4)

{ ترميهم } أي : الطير { بحجارة } أي : عظيمة في الكثرة والفعل ، صغيرة في المقدار والحجم ، مع كل طائر حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة . وعن ابن عباس أنه رأى منها عند أم هانئ نحو قفيز مخططة بالحمرة كالجزع الظفاري ، فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره ، وعلى كل حجر اسم من يقع عليه ، ففرّوا فهلكوا في كل طريق ومنهل . وأمّا أبرهة فتساقطت أنامله كلها ، كلما سقطت أنملة اتبعها مدّة وقيح ودم ، فانتهى إلى صنعاء وهو مثل فرخ الطير ، وما مات حتى انصدع صدره من قلبه ، وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي ، فقص عليه القصة ، فلما أتمها وقع عليه الحجر فخرّ ميتاً بين يديه ؛ لأن تلك الحجارة كانت { من سجيل } أي : طين متحجر مصنوع للعذاب في موضع هو في غاية العلو .