قوله : { تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ } ، «بِحجَارَةِ » صفة ل «طير » ، وقرأ العامة : «تَرْميهِمْ » بالتأنيث .
وأبو حنيفة ، وابن يعمر{[60868]} ، وعيسى ، وطلحة : بالياء من أسفل ، وهما واضحتان ؛ لأن اسم الجمع يذكر ويؤنث .
5311- . . . *** كالطَّيْرِ يَنْجُو مِنَ الشُّؤبُوبِ ذي البَردِ{[60869]}
وقيل : الضمير لربِّك ، أي : يرميهم ربك بحجارة ، و «مِنْ سِجِّيل » صفة ل «حِجَارة » والسجيل ، قال الجوهري{[60870]} : قالوا حجارة من طين ، طبخت بنار جهنم ، مكتوب فيها أسماء القوم ، لقوله تعالى : { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } [ الذاريات : 33 ] .
وقال عبد الرحمن بن أبزى : «مِنْ سجِّيْلٍ » من السماء ، وهي الحجارة التي نزلت على قوم لوط .
وقيل : من الجحيم ، وهي «سِجِّين » ثم أبدلت اللام نُوناً ، كما قالوا في أصيلان : أصيلال ، قال ابن مقبلٍ : [ البسيط ]
5312- . . . *** ضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأبطالُ سِجِّنَا سجينا{[60871]}
وقال الزجاج : «مِنْ سجِّيل » ، أي : مما كتب عليهم أن يعذبوا به ، مشتق من السجل ، وقد تقدم القول في السجيل في سورة «هود » .
قال عكرمة : [ كانت ترميهم بحجارة معها ]{[60872]} ، فإذا أصاب أحدهم حجر منها خرج به الجدري ، لم ير قبل ذلك اليوم{[60873]} .
وقال ابن عبَّاس رضي الله عنه : كان الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده ، وكان ذلك أول الجدري{[60874]} .
قال يونس وأبو عبيدة : والسجيل عند العرب : الشديد الصلب .
قال بعض المفسرين : إنهما كلمتان بالفارسية ، جعلتهما العرب كلمة واحدة ، وإنهما : سجّ وجيل : فالسجُّ : الحجر ، والجيل : الطِّين ، أي من هذين الجنسين : الحجر والطين .
قال أبو إسحاق : وحدثني يعقوب بن عتبة أنه قال : أول ما دامت الحصبة بأرض العرب ذلك ، وإنه أول ما رأى بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشار ذلك العام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.