صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} (43)

{ لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى . . }المراد بالصلاة هنا : إما الهيئة المخصوصة ، وإما مواضعها وهي المساجد . و{ سكارى } : جمع سكران . والجنب : من أصابته الجنابة ، ويستوي فيه الواحد والأكثر والمذكر والمؤنث . وعابر السبيل : مجتاز الطريق وهو المسافر . أو من يعبر الطريق من جانب إلى جانب .

والمعنى : لا تصلوا في حالة السكر ، حتى تكونوا بحيث تعملون ما تقولون ، ولا في حال الجنابة حتى

تغتسلوا ، إلا أن تكونوا مسافرين ولم تجدوا ماء فتيمموا للصلاة ، أو لا تقربوا المساجد وأنتم سكارى ، ولا تقربوها جنبا إلا أن تكونوا مجتازي المسجد من باب إلى آخر من غير مكث . { وإن كنتم مرضى }بيان للاعذار المبيحة للتيمم ولكيفيته . والمرض المبيح له : هو الذي يمنع من استعمال الماء ، مثل الجدري والجراحة التي يخشى من استعمال الماء في التلف أو زيادة المرض . { أو جاء أحد منكم من الغائط }أي المطمئن من الأرض ، وكانوا يأتونه لقضاء الحاجة ، وكنى به عن الحدث . { أو لامستم النساء }أي واقعتموهن . أو ماسستم بشرتهن ببشرتكم . { فتيمموا صعيدا طيبا }الصعيد : وجه الأرض البارز ، ترابا كان أو غيره . وقيل التراب . والطيب : الطاهر .