{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ{[1016]} آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ{[1017]} } اجتنبوها حال السكر ، نزلت في جمع من الصحابة شربوا –الخمر قبل تحريمه وتقدم أحدهم للإمامة وقرأ ( قل يا أيها{[1018]} الكافرون أعبد ما تعبدون ) قال الضحاك : عنى به سكر النوم لا سكر الخمر { ولا جُنبا } عطف على ( وأنتم سكارى ) { إلا عابري{[1019]} سبيل } مسافرين حين فقد الماء فإنه جائز للجنب حينئذ الصلاة ، أو معنى الآية لا تقربوا مواضع الصلاة في حال السكر ولا في حال الجنابة إلا حال العبور فيها فجاز المرور لا اللبث وعليه كلام أكثر السلف { حتى تغتسلوا } من الجنابة { وإن كنتم مرضى{[1020]} } مرضا يخاف معه من استعمال الماء ، وقيل : مطلقا ، قال مجاهد : نزلت في مريض من الأنصار لم يكن له خادم ولم يستطع أن يقوم ويتوضأ { أو على سفر } طويلا أو قصيرا { أو جاء أحد منكم من الغائط } هو المكان المطمئن ، وهو كناية عن الحدث الأصغر { أو لامستم النساء } جامعتموهن{[1021]} أو ماسستم بشرتهن ببشرتكم { فلم تجدوا ماء } الظاهر أنه قيد للكل ، والمريض الخائف من استعماله أو غير المستطيع أخذه كأنه لم يجد ، فالحاصل أن الله تعالى رخص في التيمم لفاقد الطهرين حال فقدان الماء لخوف عدو أو إرهاف في موضع لا ماء فيه ، أو عدم آلة استقاء أو غير ذلك مما يقع قليلا ، ويمكن أن يكون قيدا للآخرين ولهذا غير الأسلوب ولم يقل : أو جنبتم وأما المرضى إذا خافوا من استعمال الماء أو لم يقدروا والمسافر إذا احتاج هو أو رفيقه أو حيوان محترم معه حالا أو مالا فلهم التيمم ، وأما فاقدوا الطهرين إذا لم يجدوا ماء فلهم التيمم { فتيمّموا صعيدا طيّباً } أي : قصدوا ترابا{[1022]} أو ما يصعد من الأرض طاهرا أو حلالا { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم } اليد يطلق على ما يبلغ المرفقين كما في الوضوء ، وعلى ما يبلغ الكوعين كما في السرقة ( فاقطعوا أيديهما ) ( المائدة : 38 ) ، فلذلك اختلفوا أنه يجب المسح{[1023]} إلى المرفقين أو لا { إن الله كان عفوّا غفورا } يسهل ولا يعسر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.