التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} (43)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون }

قال الترمذي : حدثنا سويد . أخبرنا ابن المبارك عن سفيان عن الأعمش نحو حديث معاوية بن هشام . حدثنا عبد بن حميد . حدثنا عبد الرحمن بن سعد عن أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال : صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر ، فأخذت الخمر منا ، وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت : { قل يا أيها الكافرون

لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون } . قال : فأنزل

الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب . ( السنن ه/238ح/3026 ) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ، وأخرجه الضياء في ( المختارة 2/187ح566 ) من طريق : إبراهيم بن خذم ، عن عبد بن حميد به . وقال محققه : إسناده صحيح ) .

وانظر حدث عمر في نزول تحريم الخمر المتقدم عند الآية ( 19 2 ) من سورة البقرة .

قول تعالى { ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا }

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام عن أبيه

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ، ثم

يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ، ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ، ثم يفيض على جلده كله " .

وقال البخاري : حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم

قالت : " توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه للصلاة غير رجليه ، وغسل فرجه وما أصابه من الأذى ، ثم أفاض عليه الماء ثم نحى رجليه فغسلهما » هذه غسله من الجنابة .

( الصحيح 1/ 429و431ح 248 ، 249 ) - ك الغسل ، ب الوضوء قبل الغسل ) .

قال ابن أبى حاتم : حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي ، ثنا أبو بدر ، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله ، قال أبو بدر- وليس هو السعدي - عن المنهال ابن عمرو ، عن زر بن حبيش عن علي قال : نزلت هذه

الآية في المسافر{ ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا } قال : إذا أجنب فلم يجد الماء تيمم ، وصلى ، حتى يدرك الماء فإذا أدرك الماء اغتسل وصلى .

( التفسير - سورة النساء آية 43- ح 3196 . وأخرجه الطبري ( التفسير 8/379ح 9537 ) من طريق ابن أبي ليلى ، عن المنهال به . والإسناد حسن بهذه المتابعة ( انظر حاشية تفسير ابن أبي حاتم ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله : { ولا جنبا إلا عابري سبيل } قال : مسافرين لا يجدون ماء .

قوله تعالى { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا } .

قال البخاري : حدثنا آدم قال حدثنا شعبة حدثنا الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : إني أجنبت فلم أصب الماء . فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب : أما تذكر أنا كنا في سفر أنا و أنت ، فأما أنت فلم تصل ، وأما أنا فتمعكت فصليت ، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كان يكفيك هكذا " فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ، ثم مسح بهما وجهه وكفيه .

( الصحيح 1/528ح338 - ك التيمم ، ب . المتيمم هل ينفخ فيهما ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح

ح112 ، 113 - ك الحيض ، باب التيمم ) .

قال البخاري : حدثنا محمد أخبرنا عبدة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : هلكت قلادة لأسماء ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في طلبها رجالا فحضرت الصلاة وليسوا على وضوء ولم يجدوا ماء ، فصلوا وهم على غير وضوء فأنزل الله . يعني آية التيمم .

( الصحيح 8/100 ح 4583 ك التفسير ، سورة النساء ) .

وانظر حديث البخاري عن جابر بن عبد الله المتقدم عند الآية 151 من سورة آل عمران ، وهو حديث : " أعطيت خمسا . . . " .

قال أبو داود : حدثنا عمرو بن عون ، أخبرنا خالد الواسطي ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ح وحدثنا مسدد : أخبرنا خالد - يعني ابن عبد الله الواسطي - عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن عمرو بن بجدان ، عن أبي ذر قال : اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أبا ذر ، ابد فيها «فبدوت إلى الربذة ، فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أبو ذر «فسكتُ ، فقال : " ثكلتك أمك أبا ذر ، لأمك الويل «فدعا لي بجارية سوداء ، فجاءت بعس فيه ماء فسترتني بثوب ، واستترت بالراحلة ، واغتسلت فكأني ألقيت عني جبلا ، فقال : " الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين ، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك ، فإن ذلك خير .

وقال مسدد : غنيمة من الصدقة .

السنن1/90- 91ح 332- ك الطهارة ، ب الجنب يتيمم ) وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 4/ 135 ح 311 ) من طريق وهب بن بقية . والحاكم ( المستدرك 1/ 176-177 ) من طريق مسدد ، كلاهما عن خالد الواسطي عن خالد الحذاء به . وأخرجه الترمذي ( السنن 1/ 211-212 ) ، وأحمد ( المسند 5/ 180 ) كلاهما من طريق سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء به . وأخرجه النسائي ( السنن1 / 171 ) ، وأحمد ( المسند 5/6 ) كلاهما من طريق أيوب ، عن أبى قلابة ، عن عمرو ابن بجدان به . قال الترمذي : حسن صحيح . وقال الحاكم : صحيح ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . ونقل محقق الإحسان تصحيح الأئمة : أبي حاتم والدارقطني والنووي له . وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح 107 ) .

قال البخاري : حدثنا معاذ بن فضالة قال : حدثنا هشام ح وحدثنا أبو نعيم ، عن هشام ، عن قتادة ، عن الحسن عن أبي رافع ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جلس بين شعبها الأربع ، ثم جهدها فقد وجب الغسل " .

( الصحيح1/470ح 291- ك الغسل ، ب إذا التقى الختانان ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح - ك الحيض ، ب نسخ الماء من الماء ح348 )

قال أبو داود : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن حبيب عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه ، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ » فقلت لها : من هي إلا أنت ؟ فضحكت .

( السنن 1/46ح 179 - ك الطهارة ، ب الوضوء من

القبلة ) . وأخرجه الترمذي ( السنن 1/133ح 86- ك

الطهارة ، ب ترك الوضوء من القبلة ) من طريق : أحمد

بن منيع ، ومحمود عن غيلان ، والحسين بن حريث . وابن ماجه ( السنن 1/168ح 502- ك الطهارة ، ب الوضوء من القبلة ) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد . وأحمد ( المسند 6/ 210 ) . والطبري ( التفسير 8/396ح 9630 ) من طريق أبي كريب . كلهم عن وكيع عن الأعمش به . وقد أعل بعضهم هذا الحديث بعدم سماع حبيب بن أبي ثابت من عروة ، لكن صححه جماعة من الأئمة ، فقال أبو داود - مشيرا إلى صحة سماع حبيب من عروة - : وقد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا . ومال أبو عمر بن عبد البر إلى تصحيحه ( نصب الراية 1/38 ) . وقال البوصيري : رواه البزار بإسناد حسن . وأفاض العلامة أحمد شاكر في تصحيح الحديث ودفع علته فأجاد رحمه الله ( حاشية سنن الترمذي ) . وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح 75 ) .

أخرج الطبري وأبن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال ( الملامسة ) : النكاح . .

قوله تعالى ( فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم )

قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبو جعفر الجمال ، ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن حماد قال : كل شيء وضعت عليه يدك صعيد حتى غبار لبدك فتيمم به .

ورجاله ثقات وٍٍٍٍٍٍٍٍِِإسناده صحيح .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) فإن أعياك الماء ، فلا يعييك الصعيد أن تضع فيه كفك ، ثم تنفضهما فتمسح بهما وجهك وكفيك ، ولا بعد ذلك لغسل جنابة ولا لوضوء صلاة فمن تيمم بالصعيد وصلى ثم قدر على الماء بعد فعليه الغسل وحسبه صلاته التي كان صلى .