قوله : { إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا } إلى قوله { يعلمون }[ 4-5 ] { وعد الله } : مصدر ، والمعنى : وعدكم ( الله ){[30453]} أن يحييكم بعد مماتكم{[30454]} ( وعدا حقا ) عند سيبويه{[30455]} بمعنى : وعد الله في حق ، فلما حذف حرف الجر نصب ، والمعنى : إليه معادكم{[30456]} جميعا .
وقرأ أبو جعفر يزيد{[30457]} " أنه " بفتح الهمزة{[30458]} : وهي في موضع نصب بمعنى لأنه يبدأ ، ( مثل ){[30459]} : لبيك إن الحمد والنعمة لك ( لا شريك لك ){[30460]} .
وقال أبو حاتم : هي نصب ب " وعد " . أي : وعد الله أنه يبدأ الخلق{[30461]} . وقال الفراء{[30462]} : موضعها رفع بحق كأنه قال : حقا ابتداؤه{[30463]} . ومن كسر ( إن ){[30464]} وقف على ( حقا ) ، ومن فتح لم يقف على ( حقا ){[30465]} .
{ إن يبدأ{[30466]} الخلق }[ 4 ] أي : أنشأه{[30467]} قبل أن لم يكن شيئا{[30468]} ثم يميته ، ثم يعيده في الآخرة كهيئته{[30469]} .
{ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط }{[30470]} أي : ليثبت المؤمنين على أعمالهم بالعدل والإنصاف{[30471]} .
ثم أخبر بما أعد للكفار لتجتمع{[30472]} الأخبار عما أعد ( الله عز وجل ){[30473]} للفريقين فقال : { والذين كفروا لهم شراب من حميم }[ 4 ] : وهو الذي قد تناهي في الحر . ( قال النبي صلى الله عليه وسلم{[30474]} : إنه ليتساقط من أحدهم حين يدنيه{[30475]} منه فروة رأسه ){[30476]} .
وأصل الحميم محموم : فهو " فعيل " في موضع " مفعول " {[30477]} .
{ وعذاب أليم }[ 4 ] : أي ولهم عذاب مؤلم بكفرهم . ( ثم ){[30478]} قال تعالى : { هو الذين جعل الشمس ضياء والقمر نورا }[ 5 ] من قرأ " ضياء " ( بهمزة ){[30479]} متطرفة فهو الأصل{[30480]} ، لأنه من الضوء . فالهمزة لام الفعل ، والياء في " ضياء " بدل من واو لانكسار ما قبلها{[30481]} .
ومن همز موضع الياء فإنما يجوز على القلب ، وذلك أن تقلب الهمزة التي هي لام ( الفعل ){[30482]} في موضع الياء التي هي عين . فتصير الياء بعد ألف متطرفة . فتنقلب همزة فيصير وزنه " فلاعا " {[30483]} .
وقوله : " منازل " {[30484]} منصوب على حذف المضاف . والمعنى : وقدره منازل .
( و ){[30485]} قيل : المعنى وقدر له منازل ، ثم حذف اللام ، وعدى الفعل كما قال : { كالوهم }{[30486]} . والمعنى : إن ربكم الله { الذي خلق السموات والأرض }{[30487]} ، ثم فعل كذا { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل }[ 5 ] أي : قدر القمر منازل{[30488]} . لا يقصر دونها ، ولا يجاوزها يكون كل ليلة{[30489]} بمنزلة من النجوم ، وذلك ثمانية وعشرون منزلا في كل شهر{[30490]} ، وهو قوله : { والقمر قدرناه منازل }{[30491]} .
{ لتعلموا عدد السنين والحساب }[ 5 ] أي : فعل ذلك كي تعلموا{[30492]} عدد السنين ، أي دخولها ، وخروجها ، وحسابها{[30493]} .
{ ما خلق الله ذلك }[ 5 ] أي : ما خلق الله الشمس والقمر والسماوات والأرضين { إلا بالحق }[ 5 ] .
ومن قرأ " يفصل " بالياء{[30494]} رده على ذكر الله لقربه منه ، فأسند الفعل إليه بلفظة التوحيد .
ومن قرأ بالنون{[30495]} أجراه مجرى ما أتى في القرآن بلفظ الجميع ، من/ " فصلنا ، ونفصل " وذلك كثير .
ومعنى ( نفصل{[30496]} الآيات ) : نبين الحجج ، والأدلة لقوم يعلمون{[30497]} . { ذلك إلا بالحق }[ 5 ] : وقف لمن قرأ بالنون{[30498]} .
ومن ( قرأ ){[30499]} بالياء لم يقف عليه{[30500]} ، لأن الفعل مسند إلى الاسم المذكور المتقدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.