قوله : { فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا } إلى قوله : { قوما تجهلون }[ 27-29 ] .
المعنى : أنهم قالوا له : ما نراك إلا آدميا مثلنا في الخلق{[32180]} . فأنكروا أن يرسل الله عز وجل{[32181]} ، بشرا إلى الخلق{[32182]} ، ثم قالوا : { وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا }{[32183]}[ 27 ] أي : السفلة ، دون الأكابر{[32184]} . وقيل : هم الفقراء ، وقيل : هم الخسيسو{[32185]} الصناعات{[32186]} . وروي في الحديث أنهم كانوا حاكة ، وحجامين{[32187]} . ولا يقال رجل أرذل ، ولا امرأة رذلاء حتى تدخل الألف{[32188]} واللام ، أو يضاف{[32189]} .
وقوله{[32190]} : { بادي الرأي } من همزه جعله من الابتداء{[32191]} ، أي : اتبعوك ابتداء ، ولو فكروا لم يتبعوك{[32192]} . ومن لم يهمز{[32193]} ، جاز أن يكون على تخفيف الهمزة ، وجاز أن يكون على تخفيف الهمزة ، وجاز أن يكون ما بدا يبدو : إذا ظهر{[32194]} ، أي : اتبعوك في{[32195]} ظاهر الرأي ، وباطنهم على خلاف ذلك .
وقيل : المعنى : اتبعوك{[32196]} في ظاهر الرأي ، ولو تدبروا لم يتبعوك{[32197]} .
وقيل : المعنى : اتبعوك في ظاهر الرأي{[32198]} الذي ترى{[32199]} ، وليس تدري باطنهم .
ونصبه عند الزجاج على حذف ( في ) أو على مثل : { واختار موسى قومه }{[32200]} .
وقيل : المعنى : أنه نعت لمصدر محذوف ، والمعنى ( اتباعا ظاهرا ) .
ثم حكى الله عز وجل ، عنهم قالوا لمن آمن{[32201]} بنوح صلى الله عليه وسلم : { وما نرى لكم علينا من فضل }[ 27 ] إذ{[32202]} آمنتم بنوح { بل نظنكم كاذبين } : أي : في دعوتكم أن الله عز وجل ، ابتعث{[32203]} نوحا رسولا . وهذا خطاب لنوح ، لأنهم{[32204]} به{[32205]} كذبوا ، فخرج الخطاب له مخرج خطاب الجميع{[32206]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.