الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ} (70)

قوله : { فلما رأى أيديهم }[ 70 ] أي : فلما رأى إبراهيم{[32774]} أيدي الرسل ، صلوات الله عليهم{[32775]} ، لا تصل إلى العجل{[32776]} ، فتأكل منه ، ( نكرهم ){[32777]} ، وعلم أنهم لم يتركوا الأكل إلا لقصة . فأوجس منهم خوفا في نفسه . يقال : نكرة ينكره ، وأنكره بمعنى . فالهاء في ( إليه ) تعود على العجل ، وقيل : على إبراهيم ، بمعنى : لا تصل/ إلى طعامه ، ثم حذف المضاف .

قال قتادة : إنما أنكر إبراهيم أمرهم ، لأنهم كانوا إذا نزل بهم ضيف ، فلم يطعم من طعامهم ظنوا أنه لم يجئ بخير{[32778]} ، فخاف إبراهيم منهم ، فقالوا له : { لا تخف } منا { إنا أرسلنا إلى قوم لوط }[ 70 ] بالعذاب .


[32774]:ط: صم.
[32775]:ساقط من ق. ط: صلوات الله عليهم أيدي.
[32776]:انظر هذا التوجيه في: غريب القرآن 205، وجامع البيان 15/387.
[32777]:ق: نكررهم.
[32778]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/387.