ثم قال تعالى : { والخيل والبغال والحمير لتركبوها[ و{[38561]} ] زينة } [ 8 ] أي : وخلق لكم أيضا هذه ، نعمة بعد نعمة وفضلا بعد فضل .
وبهذه الآية يحتج من منع أكل لحوم الخيل لأنه تعالى ذكر ما يؤكل أولا ، وهي الأنعام ، ثم ذكر ما يركب ولا يؤكل وهي الخيل وما بعدها{[38562]} .
وأجاز جماعة أكل لحوم الخيل ورووا{[38563]} فيها أحاديث وآثار . واحتجوا بأنه لا دليل من لفظ الآية على تحريمها وإن قوله : { قل لا أجد في{[38564]} ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه }{[38565]} الآية ، يدل [ على{[38566]} ] تحليلها{[38567]} .
والذين [ ر{[38568]} ] ووا تحريمها ، رووا في ذلك أحاديث عن النبي عليه السلام في النهي عن أكلها{[38569]} . فيكون تركها كلها عندهم بالسنة وبدليل هذه الآية .
[ أي : وللزينة . فهو{[38570]} ] مفعول لأجله{[38571]} . وقيل : المعنى وجعلها زينة ، فهو مفعول به{[38572]} .
وقرأ أبو عياض{[38573]} : " لتركبوها زينة " بغير واو{[38574]} .
ثم قال تعالى : { ويخلق ما{[38575]} لا تعلمون } [ 8 ] .
أي يخلق مع خلقه لهذه الأشياء { ما لا تعلمون } وهو ما أعد الله لأهل الجنة في الجنة ، ولأهل النار في النار ، مما لا تره عين{[38576]} ولا خطر على قلب بشر{[38577]} .
وعن ابن عباس أنه قال : خلق الله ألف أمة ، منها ست مائة في البحر ، وأربع مائة في البر ، فليس شيء في البر إلا وفي البحر مثله ، وفضل البحر بمائتين{[38578]} .
وعن وهب بن منبه أنه قال : إن لله{[38579]} ثمانية عشر ألف عالم{[38580]} ، الدنيا{[38581]} منها عالم واحد . وما العمران في الخراب إلا كفسطاط في الجنان . وما الخلق كله{[38582]} في قبضة الله [ عز وجل{[38583]} ] إلا كخردلة في كف أحدكم{[38584]} .
وعن وهب أيضا ، يرفعه إلى النبي عليه السلام ، أنه قال : إن لله [ عز وجل{[38585]} ] ثمانية [ عشر{[38586]} ] [ ألف{[38587]} ] عالم{[38588]} ، الدنيا منها عالم واحد ، وإن لله{[38589]} في الدنيا ألف أمة سوى الانس والجن والشياطين ، أربع مائة في البر ، وست{[38590]} مائة في البحر{[38591]} .
وقد قال بعض المفسرين : إن هذا [ هو{[38592]} ] تأويل { الحمد لله رب العالمين{[38593]} } فجمع العالم لكثرة ذلك{[38594]} ، وقد قال تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو }{[38595]} .
وروي أنه{[38596]} : نهر عن يمين العرش من نور السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع ، يدخل فيه{[38597]} جبريل عليه السلام كل سحر فيغتسل فيزداد نورا إلى نوره ، وجمالا إلى جماله ، وعظما إلى عظمه . ثم ينتفض فيخلق الله جل ذكره من كل نقطة تقع منه كذا وكذا ألف ملك . يدخل منهم كل يوم سبت المعمور سبعون ألفا ، وسبعون ألفا في الكعبة ثم لا يعودون إليه أبدا إلى أن تقوم الساعة . تصديقه :
{ وما يعلم جنود ربك إلا هو }{[38598]} .
وقال السدي{[38599]} : هو خلق السوس في الثياب{[38600]} .
والأحسن{[38601]} في هذه الآية : كونها على العموم ، أن الله يخلق الأشياء لا يعلمها{[38602]} ولا يعرفها{[38603]} [ أحد{[38604]} ] وأنه هو العالم بها وحده لا إله إلا هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.