ثم قال : { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حميئة } [ 84 ]
قال : ابن عباس : في طين أسود حمأ ، وقاله عطاء {[43435]} . وقال : مجاهد {[43436]} في طينة {[43437]} سوداء ثأط {[43438]} . وهي فعله من قولهم : حمأت البير تحمى حمأة . وهي الطين المنتن المتغير اللون والطعم .
ومن قرأ " حامية " {[43439]} فمعناه {[43440]} حارة {[43441]} ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت فقال : " في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله جل ذكره {[43442]} لأحرقت ما على وجه الأرض " {[43443]} .
وقال أبو ذر : كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار ، والشمس عند غروبها . فقال : " يا أبا ذر هل تدري أين تغرب هذه {[43444]} ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : إنها تغرب في عين حامية " {[43445]} .
فهذا حجة لمن قرأها كذلك . ويجوز أن يكون بمعنى حمئة أي ذات حماة ولكن خففت الهمزة فأبدلوا منها ياء لانكسار ما قبلها .
وقال : أبو حاضر : سمعت ابن عباس يقول : كنت عند معاوية فقرأ : { وجدها تغرب في عين حميئة } [ 84 ] فقلت {[43446]} : ما أقرأها إلا " حمئة " {[43447]} فقال : لعبد الله بن عمر : كيف تقرأها يا عبد الله بن عمر ؟ فقال : كما قرأتها يا أمير المؤمنين . فقلت : في بيتي أنزل القرآن . فأرسل معاوية إلى كعب . فقال : أين تجد الشمس تغرب في التوراة ؟ فقال : أما في العربية فأنتم أعلم بها ، وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب .
فقال : أبو حاضر : فقلت لابن عباس : لو كنت عندك لرفدتك بكلمة تزداد بها بصيرة في " حمئة " وقال : ابن عباس : ما هي ؟ قلت : فيما {[43448]} يؤثر من قول تبع ذكر {[43449]} فيه ذو القرنين :
بلغ المشارق والمغارب يبتغي *** أسباب من حكيم {[43450]} مرشد
قال : عمر[ و ] {[43451]} نحن نتبع .
فرأى مغارب الشمس عند غروبها *** في عين ذي خلب {[43452]} وثأط حرمد {[43453]}
فقال : ابن عباس ما الخلب {[43454]} ؟ فقلت : الطين بكلامهم . وقال : ما الثأط ؟ قلت الحمأة ، قال : [ وما {[43455]} ] الحرمد ؟ قلت : الأسود يقال : حمئت البير صارت فيها الحمأة . واحمأتها : ألقيت فيها الحماة وحماتها إذا أخرجت منها الحماة {[43456]} .
وأجاز القتبي {[43457]} أن تكون هذه العين في البحر ، والشمس تغيب وراءها {[43458]} .
ثم قال : { ووجد عندها قوما } [ 84 ] .
أي : عبد العين ، قيل {[43459]} يقال : لهم {[43460]} تاسك {[43461]} .
{ قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب } [ 84 ] ، أي قال له أصحابه المؤمنون يا ذا القرنين إما أن تقتلهم وإما أن تستبقيهم {[43462]} .
وقيل المعنى إما أن تقتلهم إذ هو لم يدخلوا في الإقرار بتوحيد الله [ عز وجل ] {[43463]} وطاعته [ جلت {[43464]} عظمته ] ، { وإما أن تتخذ فيهم حسنا } [ 84 ] ، أي : تأسرهم فتعلمهم الهدى وتبصرهم الرشاد {[43465]} .
و " إما " في هذا للتخيير عند المبرد {[43466]} بمنزلة قوله : { فإن جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم {[43467]} } و " ان " في { إما أن } [ 84 ] في موضع نصب . وقيل : موضع رفع على معنى أما هو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.