الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا} (96)

ثم قال : { اتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين } [ 92 ] .

أي : أعطوني القطع العظام من الحديد فأعطوه ذلك . وفي الكلام حذف وهو : فاتوه زبر الحديد فجعلها بين الصدفين وهما ناحيتا الجبل . والصدف والصدف الصدف الجبل{[43647]} .

قال : ابن عباس { بين الصدفين } الجبلين{[43648]} . وقال : مجاهد { بين الصدفين } رأس الجبلين{[43649]} .

وقال : الضحاك { بين الصدفين } بين الجبلين وهما من قبيل أرمينية وأذربيجان وهو قول ابن عباس أيضا{[43650]} .

قوله : { حتى إذا جعله نارا } .

أي : نفخ على قطع الحديد حتى صارت كالنار . ثم أذاب الصفر{[43651]} فأفرغه على القطع . والقطر النحاس عند أكثر المفسرين{[43652]} . وقال : أبو عبيدة : { أفرغ عليه قطرا } حديدا دائبا{[43653]} . وقيل هو الرصاص{[43654]} .


[43647]:انظر اللسان (صدف).
[43648]:انظر قوله في الدر 5/459.
[43649]:انظر قوله في تفسير مجاهد 451، وجامع البيان 16/25، و459.
[43650]:انظر قولهما في جامع البيان 16/25.
[43651]:والصفر: النحاس الجيد "انظر اللسان (صفر).
[43652]:وهو قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة، انظر جامع البيان 16/26 ومعاني الزجاج 3/311، والجامع 11/42، والدر 5/459.
[43653]:انظر مجاز القرآن 1/415، وجامع البيان 16/26.
[43654]:وممن قاله ابن الأنباري، انظر الجامع 11/42.