ثم قال تعالى : ( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً اَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ) [ 134 ] .
أي : قالت اليهود : كونوا هوداً ، وقالت النصارى : كونوا نصارى تهتدوا( {[4304]} ) .
وقال( {[4305]} ) بعض العلماء : " أو " ( {[4306]} ) هذه [ يقال لها المصنفة ]( {[4307]} ) ليست التي للتخيير ولا للإباحة ولا للشك " .
والمعنى : " وقال صنف : كونوا هوداً ، وقال صنف( {[4308]} ) : كونوا( {[4309]} ) نصارى . وروي أن ابن صوريا الأعور قال لرسول الله [ عليه السلام ]( {[4310]} ) ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتّبِعنا يا محمد تهتدي( {[4311]} ) . وقالت النصارى مثل ذلك . فأنزل الله عز وجل هذه الآية( {[4312]} ) ، ثم قال لرسول الله عليه السلام : ( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) ، أي : بل( {[4313]} ) نتبع ملة إبراهيم حنيفاً لأن معنى ( كُونُوا [ هُوداً ] ) : اتّبعوا دين اليهودية ]( {[4314]} ) . والتقدير : بل نتبع أهل ملة إبراهيم( {[4315]} ) .
وقال أبو عبيدة : " هو نصب على الإغراء ، و( حَنِيفاً ) نصب على الحال " ( {[4316]} ) .
وقيل : على " أعني " ، لأن الحال لا يكون من المضاف إليه( {[4317]} ) .
وقوله : ( هُوداً ) [ 134 ] جمع هائد كحالٍ وحُولٍ .
وقيل : هو مصدر يؤدي عن الجمع كقولك : " قوم صُومٌ " ، و " قوم عدلٌ " ، فيكون/المعنى ذوي هود .
وقيل : الأصل يهود ثم حذفت الياء( {[4318]} ) .
ومعنى ( حَنِيفاً )ائلاً( {[4319]} ) عن الكفر إلى الإيمان( {[4320]} ) .
وقيل : الحنيف الحاج( {[4321]} ) .
وقيل : الحنيف المخلص( {[4322]} ) .
ثم قال : ( وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ )[ 134 ] .
أي : لم يكن ممن يدين بعبادة الأوثان .
قال ابنسعود : " سميت اليهود يهوداً لقول موسى عليه السلام ( إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ) [ الأعراف 156 ] .
وسميت النصارى نصارى لقول عيسى صلى الله عليه وسلم( {[4323]} ) : ( مَنَ اَنْصَارِيَ إِلَى اللَّهِ )( {[4324]} ) .
تم الجزء [ الثالث( {[4325]} ) ]
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.