[ ثم قال( {[4354]} ) ] : ( فَإِنَ امَنُوا بِمِثْلِ مَا ءَامَنْتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ) [ 136 ] .
أي : إن صدقوا بجميع الأنبياء وبجميع الكتب التي أنزلها الله كما آمنتم( {[4355]} ) فقد اهتدوا( {[4356]} ) إلى الحق ، يعني به اليهود والنصارى .
( وَإِن تَوَلَّوْا ) : أي : إن( {[4357]} ) لم يؤمنوا بذلك وأعرضوا ، ( فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ) . أي : في مشاقة( {[4358]} ) ومباعدة من الحق وفراق له ومحاربة له .
وقيل : المعنى : قد( {[4359]} ) صاروا في شق غير شق المسلمين .
والمماثلة في الآية إنما وقعت بين التصديقين ، أي : إن صدقوا بمثل تصديقكم وأقروا بمثل إقراركم . ولم يقع التمثيل بين المؤمن به وهو الله عز وجل وسبحانه وتعالى ؛ هذا كفر لا يجوز( {[4360]} ) .
فإن قيل( {[4361]} ) : وهل للإيمان( {[4362]} ) مثل( {[4363]} ) ، هو غير الإيمان فتصح المماثلة به ؟
فالجواب : أنه محمول على المعنى ، والتقدير : فإن أتوا بتصديق مثل تصديقكم فقد اهتدوا : أي : صاروا مسلمين . وهذا من كلام العرب ، يقول الرجل لمن( {[4364]} ) يتلقاه : " بشر استقبل مثلي بهذا " . وقد قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )( {[4365]} ) . وتقول : " ليس كربنا شيء " ، " وليس كمثل ربنا شيء " . والمعنى سواء . هذا قول أبي حاتم وغيره( {[4366]} ) .
ثم قال تعالى : ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ )/[ 136 ] .
أي : فسيكفيك الله يا محمد هؤلاء المخالفين لك من اليهود والنصارى( {[4367]} ) إما بقتل وإما بجلاء عن جوارك( {[4368]} ) .
( وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ) [ 136 ] : أي يسمع ما يقولون بألسنتهم ويعلم ما يبطنون لك ولأصحابك من البغضاء والحسد( {[4369]} ) . فأنجز الله لرسوله وعده في اليهود وفي غيرهم وكفاه إياهم وسلَّطه عليهم وخذلهم ، فقتل بعضاً ، وأجلى بعضاً ، وأذل بعضاً بالجزية( {[4370]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.