ثم قال تعالى( {[4371]} ) : ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنَ اَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ )[ 137 ] . " صبغة( {[4372]} ) " منصوب على البدل من ( مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ )/فيكون المعنى : " بل صبغة الله " ، وذلك/أن النصارى إذا أرادت( {[4373]} )/أن تنصر أطفالها جعلتهم في ماء لهم يزعمون أن ذلك تقديس " لهم بمنزلة الختانة لأهل الإسلام ، ويقولون : إن ذلك صبغة لهم في النصرانية( {[4374]} ) . فلما قالوا للمسلمين : ( كُونُوا هُوداً اَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ) قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : بل ننتبع ملة إبراهيم ، صبغة الله التي هي أحسن الصبغ وهي الحنيفية المسلمة ، لا ما تغمسون فيه أبناءكم .
وأجاز الكسائي نصبه على الإغراء والتقدير : الزموا تطهير الله بالإسلام لا ما( {[4375]} ) تفعله اليهود والنصارى( {[4376]} ) .
وقيل : هو محمول على المعنى لأن معنى : ( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ونحن متبعون صبغة الله .
وقال قتادة : ( صِبْغَةَ اللَّهِ ) : " دين الله " . وكذا قال ابن عباس وغيره( {[4377]} ) .
قال قتادة : " إن اليهود تصبغ أولادها يهوداً ، والنصارى تصبغ أولادها نصارى ، وإن صبغة الله الإسلام ، فلا صبغة أحسن من الإسلام/ ولا أطهر( {[4378]} ) ، وهو دين الله الذي بعث به نوحاً والأنبياء بعده صلوات الله عليهم( {[4379]} ) " .
وقال مجاهد : " صبغة الله : فطرة الله ؛ وهي فطرة الإسلام التي فطر الناس عليها( {[4380]} ) " . والفطرة ابتداء ما خلق عليه الخلق وهو الإسلام ، ثم غيّروا دين أنبيائهم بدين آخر( {[4381]} ) .
وأصل الصبغ حدوث شيء فكأنهم أحدثوا ديناً( {[4382]} ) غير ما خلقوا عليه( {[4383]} ) . وقوله : ( وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) [ 137 ] ، أي : خاضعون في اتباع أمره وتصديق كتبه ورسله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.