ثم قال تعالى : ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً اَوِ اِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ ) [ 181 ] .
أي : فمن حضر مريضاً يوصي بوصية لا تجوز له في الدين ، فلا حرج عليه أن يصلح بينه وبين ورثته ويأمره بالعدل في وصيته ، وينهاه عن منعه مما أذن الله له فيه وأباحه( {[5541]} ) له( {[5542]} ) .
وقيل : المعنى : فمن خاف جنفاً من الموصي فأصلح بين الورثة والموصى لهم فرد الوصية إلى العدل والحق فلا حرج عليه( {[5543]} ) .
قال ابن عباس : " إذا أخطأ( {[5544]} ) الميت في وصيته وخاف( {[5545]} ) فيها فليس على الأولياء( {[5546]} ) حرج أن يردوا خطأه إلى الصواب " ( {[5547]} ) . وهو معنى قول قتادة والنخعي( {[5548]} ) .
وقال عطاء : " معناها : من خاف من موص جنفاً في عطيته عند موته بعض ورثته/دون بعض ، فلا إثم عليه أن يصلح بين الورثة " ( {[5549]} ) .
وقيل : معناه : من خاف من موص جنفاً في وصيته لمن لا يرثه بما يرجع نفعه على من يرثه فأصلح بين ورثته ، فلا إثم عليه( {[5550]} ) .
وهو معنى قول طاوس ، قال : " جنفه( {[5551]} ) توليجه بوصيته لبني ابنه( {[5552]} ) ليكون المال إلى أبيهم ، وتوصي المرأة لزوج ابنتها ليكون المال لابنتها( {[5553]} ) ، فيصلح بينهم الوصي والأمير( {[5554]} ) ، ويوعظ هو في حياته " ( {[5555]} ) .
وقال السدي : " نزلت هذه الآية في الوالدين والأقربين " ( {[5556]} ) .
فمعناها( {[5557]} ) : فمن خاف من موص لآبائه وأقربائه جنفاً على بعضهم لبعض فأصلح بين الآباء والأقربين ، فلا إثم عليه .
واختيار( {[5558]} ) الطبري( {[5559]} ) أن يكون معناها : من خاف من موص جنفاً( {[5560]} ) أن يحيف في وصيته/فيوصي بأكثر مما يجب له في وصيته ، فلا حرج على الذي حضر أن يصلح بين الموصي والورثة بأن يأمر الميت/ بالمعروف والحق( {[5561]} ) .
والضمير في " بَيْنَهُمْ " يعود على الورثة( {[5562]} ) والموصى لهم . أو( {[5563]} ) على الورثة والموصى على الاختلاف المتقدم( {[5564]} ) .
وجاز إضمارهم ، ولم يجر( {[5565]} ) لهم ذكر ، لأن معناهم في الخطايا وفحوى الكلام مفهوم ، لأن الميت وذِكرَه يدل على الورثة ، والوصية تدل على الموصى له( {[5566]} ) والموصى( {[5567]} ) والموصي إليه( {[5568]} ) .
قال ابن عباس : " جنفاً : خطأ " ( {[5569]} ) . وقال عطاء : " ميلاً " ( {[5570]} ) .
وقال الضحاك : " الجنف : الخطأ ، والإثم : العمد " ( {[5571]} ) وهو قول النخعي( {[5572]} ) .
ثم قال : ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [ 181 ] .
أي " غفور " للموصي فيما حدث به نفسه من الجنف والخطأ والإثم العمد إذا ترك ذلك( {[5573]} ) ورجع إلى الحق ، " رحيم " بالمصلح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.