فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ فَإِنَّا قَدۡ فَتَنَّا قَوۡمَكَ مِنۢ بَعۡدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ} (85)

وجملة : { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل فماذا قال الله له ؟ فقيل : قال : إنا قد فتنا قومك من بعدك ، أي ابتليناهم واختبرناهم وألقيناهم في فتنة ومحنة . قال ابن الأنباري : صيرناهم مفتونين أشقياء بعبادة العجل من بعد انطلاقك من بينهم ، وهم الذين خلفهم مع هارون { وَأَضَلَّهُمُ السامري } أي دعاهم إلى الضلالة ، وكان من قوم يعبدون البقر ، فدخل في دين بني إسرائيل في الظاهر وفي قلبه ما فيه من عبادة البقر ، وكان من قبيلة تعرف بالسامرة ، وقال لمن معه من بني إسرائيل : إنما تخلف موسى عن الميعاد الذي بينكم وبينه لما صار معكم من الحليّ ، وهي حرام عليكم وأمرهم بإلقائها في النار ، فكان من أمر العجل ما كان .

/خ91