الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ} (2)

ثم قال : { الذين هم في صلاتهم خاشعون }[ 2 ] .

أي : هم متذللون لربهم إذا قاموا إلى صلاتهم .

يقال{[47260]} أنهم خشعت قلوبهم ، فلا يعرف أحدهم{[47261]} من عن يمينه ولا من عن شماله ، وكان يستحب أن لا يجاوز المصلي ببصره موضع سجوده إلا بمكة ، فإنه يستحب أن ينظر إلى البيت ولم يوقت مالك في ذلك وكان يقال : نزلت أدبا لقوم كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء فنهوا عن ذلك{[47262]} .

قال ابن سيرين{[47263]} كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السماء في صلاته ، فلما أنزل{[47264]} الله هذه الآية ، جعل رسول الله وجهه حيث يسجد .

وقال مجاهد والزهري{[47265]} : الخشوع : سكون الأطراف في الصلاة .

وقال الحسن{[47266]} : خشوعهم في قلوبهم ، فغضوا بذلك البصر ، وخفضوا به الجناح .

وقال علي بن أبي طالب{[47267]} : خشوع في القلب ، لا تلتفت في صلاتك{[47268]} .

وقال معمر عن الحسن{[47269]} : خاشعون خائفون .

وعن ابن عباس{[47270]} : خاشعون ، خائفون ساكنون .

وحقيقة الخاشع ، المنكسر قلبه إجلالا لله ورهبة منه .

وقال مالك : الخشوع في الصلاة : الإقبال عليها . والسكون فيها .


[47260]:هو: قول: مقاتل في أحكام ابن العربي 3/1309.
[47261]:أحدهم سقطت من ز.
[47262]:قوله: (كان يستحب...ذلك) ساقط من ز وانظر: القول في جامع البيان 18/1.
[47263]:انظر: جامع البيان 18/2 ومستدرك الحاكم 2/393. والقائل هو محمد بن سيرين الأنصاري مولاهم أبو بكر بن أبي عمرة البصري. انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 5/331 وتهذيب التهذيب 9/214 وغاية النهاية 2/151.
[47264]:ز: نزل.
[47265]:انظر: جامع البيان 18/2 وزاد المسير 5/460 وتفسير القرطبي 12/103.
[47266]:انظر: جامع البيان 18/2 وتفسير ابن كثير 3/238 والدر المنثور 5/3.
[47267]:انظر: مستدرك الحاكم 2/393 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وانظر: جامع البيان 18/2 وزاد المسير 5/460 وتفسير ابن كثير 3/238.
[47268]:ز: صلاتهم.
[47269]:انظر: جامع البيان 18/3 وزاد المسير 5/460.
[47270]:انظر: جامع البيان 18/3 وتفسير ابن كثير 3/238 والدر المنثور 5/3.