الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعَ طَرَآئِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلۡخَلۡقِ غَٰفِلِينَ} (17)

ثم قال : { ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق }[ 17 ] .

يعني : سماوات بعضها فوق بعض .

والعرب تسمي كل شيء فوق شيء طريقة . فلذلك قيل للسماوات طرائق ، إذ بعضها فوق بعض{[47343]} .

ثم قال تعالى : { وما كنا عن الخلق غافلين }[ 17 ] .

أي : لم نغفل عن خلق السماوات أن تسقط عليكم ، بل كنا حافظين لهن . وهذا بمنزلة قوله : { وجعلنا السماء سقفا محفوظا }{[47344]} أي : محفوظا{[47345]} أن يسقط عليكم .

وقيل : محفوظا من الشياطين .

وقيل : المعنى ، إنا لحفظنا إياكم خلقنا السماوات هذا الخلق ، ويجوز أن يكون المعنى : ليس يغفل عن أعمال الخلق ، وأحصى أفعالهم مع كون سبع طرائق فوقهم .


[47343]:انظر: اللسان (طرق).
[47344]:الأنبياء آية 32.
[47345]:محفوظا سقطت من ز.