الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ} (7)

ثم قال : { فمن ابتغى وراء ذلك أولئك هم العادون }[ 7 ] .

أي : فمن التمس لفرجه منكحا سوى زوجته{[47281]} أو ملك{[47282]} يمينه ، فهم العادون حد الله ، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم .

قال ابن عباس : الزاني من العادين . وقاله عطاء{[47283]} .

قال ابن زيد{[47284]} : { فأولئك العادون } يقول : الذين يبعدون من الحلال إلى الحرام .

وقال الزهري{[47285]} سألت القاسم بن محمد{[47286]} عن المتعة ، فقال : هي محرمة في كتاب الله ثم تلا{[47287]} { والذين هم لفروجهم حافظون . . . } إلى قوله : { العادون } أي : فمن طلب سوى أربع نسوة وما ملكت يمينه فهو متعد إلى ما لا يحل له . وهذه الآية عمت تحليل الأزواج وملك اليمين على كل حال ، وفي الجمع بين الأختين من ملك اليمين اختلاف . وكذلك الجمع بين المملوكة وعمتها ، وبين المملوكة{[47288]} وخالتها ، وفيها{[47289]} تخصيص بالتحريم لوطإ الحائض ، وتحريم وطئ الأمة إذا زوجت وتحريم وطئ المظاهر منها{[47290]} حتى يكفر .


[47281]:ز: زوجه.
[47282]:ز: ما ملك.
[47283]:انظر: جامع البيان 18/4.
[47284]:انظر: المصدر السابق.
[47285]:انظر: الدر المنثور 5/5.
[47286]:هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – أحد الفقهاء السبعة (ت: 101 هـ) انظر: ترجته في سير أعلام النبلاء 5/57 وصفة الصفوة 2/90 وشذرات الذهب 1/135.
[47287]:ز: وتلا.
[47288]:ز: وبينها (تحريف).
[47289]:ز: ومنها. (تحريف).
[47290]:ز: عنها.