ثم قال تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين }[ 12 ] .
يعني : آدم استل من الطين{[47311]} . والسلالة : القليل منه ، وكذلك باب الفعالة ، يأتي للتقليل من الشيء ، كالقلالة والنخالة ، فالسلالة المستلة من كل تربة فكان خلق آدم عليه السلام من تربة أخذت من أديم الأرض ، وخلقت حواء من ضلعه .
قال قتادة{[47312]} : استل آدم من الطين ، وخلقت ذريته من ماء مهين .
وقيل : معناه ، ولقد خلقنا الإنسان ، يعني : ولد آدم من سلالة ، وهي النطفة استلت من ظهر الرجل ( من طين ) وهو آدم الذي خلق من طين ، وهو قول مجاهد{[47313]} ، وهو اختيار الطبري{[47314]} . كأنه قال : ولقد خلقنا ولد آدم من سلالة آدم . وآدم : هو الطين{[47315]} ، لأنه منه خلق ، ودل على صحة هذا المعنى قوله : { ثم جعلناه نطفة في قرار مكين } . وآدم لم يكن نطفة ، إنما كان ولده نطفة ، فدل على أن المراد بالإنسان ولد آدم ، دون آدم . فالطين كناية عن آدم ، كأنه قال : خلقنا ولد آدم من سلالة والسلالة من طين ، أي : من آدم .
والعرب تسمى ولد الرجل ونطفته{[47316]} سليلته وسلالته لأنه مسلول منه{[47317]} .
قال ابن عباس{[47318]} : السلالة ، صفوة الماء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.