الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (19)

ثم قال تعالى : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب عظيم }[ 19 ] ، أي إن الذين يحبون أن يذيع{[48032]} الزنا في الذين صدقوا الله ورسوله لهم عذاب مؤلم في الدنيا بالحد ، وفي الآخرة بعذاب{[48033]} النار إن مات مصرا على ذلك غير تائب منه .

قال{[48034]} ابن زيد : عني به الخبيث عبد الله بن أبي بن سلول{[48035]} المنافق ، هو أشاع على عائشة ما أشاع من الفرية .

ثم قال تعالى : { والله يعلم وأنتم لا تعلمون }[ 19 ] ، أي والله يعلم كذب الذين جاءوا بالإفك وأنتم أيها الناس لا تعلمون ذلك لأنكم لا تعلمون الغيب .

وقيل{[48036]} : المعنى والله يعلم مقدار عظم{[48037]} هذا الذنب ، والمجازاة{[48038]} عليه ، وأنتم لا تعلمون ذلك .


[48032]:ز: يدفع.
[48033]:ز: عذاب.
[48034]:نظر: ابن جرير 18/100، وانظر: التوجيه في تفسير الرازي 23/184، وفي النهر الماد 2/1/539 رواية عن مجاهد.
[48035]:"سلول" ساقطة من ز.
[48036]:انظر: القرطبي 12/206.
[48037]:ز: عظيم.
[48038]:ز: المجازات.