قوله{[47710]} تعالى ذكره : { سورة أنزلناها }[ 1 ] ، إلى قوله : { طائفة من المومنين }[ 2 ] .
سورة مرفوعة على إضمار{[47711]} مبتدأ ، أي هذه السورة ، وأنزلناها نعت للسورة ، وقبح رفعها على الابتداء لأنها نكرة ، ولا يبتدأ بالنكرات إذ لا فائدة فيها ، وقد أجازه أبو عبيدة{[47712]} .
وقرأ{[47713]} عيسى{[47714]} بن عمر بالنصب على معنى : اتل سورة ، أو على معنى : أنزلنا سورة أنزلناها .
ومن{[47715]} شدد{[47716]} { فرضناها } جعله بمعنى{[47717]} : فضلناها ، فجعلنا{[47718]} فيها فرائض مختلفة .
وقيل{[47719]} : معنى التشديد أنه فرضها على من أنزلت عليهم ، وعلى من بعدهم إلى يوم القيامة ، فشدد ليدل على معنى التكثير{[47720]} من المأمورين .
ومن خفف جعله على معنى{[47721]} : أوجبنا ما فيها من الأحكام فجعلناه فرضا عليكم . وقوله : { قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم{[47722]} وما ملكت أيمانهم }{[47723]} ، يدل على اختيار التخفيف ، لأنه فيه معنى تكثير{[47724]} المأمورين ، لأنه فرض علينا وعلى من بعدنا ومن قبلنا ، وفيه فرائض مختلفة أيضا ، وقد أجمع على تخفيفه .
قال{[47725]} ابن عباس{[47726]} { فرضناها } بيناها .
وقيل{[47727]} { فرضناها } فرضنا العمل بما فيها ، وهذا يدل على التخفيف .
وقول ابن عباس يدل على التشديد .
وقوله : { وأنزلنا فيها آيات بينات } ، أي دلالات وحجج على الحق ، واضحات لمن تأملها وآمن بها{[47728]} .
قال{[47729]} ابن جريج{[47730]} : آيات{[47731]} بينات : يعني الحلال ، والحرام ، والحدود .
{ لعلكم تذكرون }[ 1 ]{[47732]} ، أي تذكرون{[47733]} بهذه الآيات{[47734]} التي أنزل عليكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.