الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (49)

ثم قال تعالى{[52715]} : { قالوا تقاسموا بالله }[ 51 ] ، أي تحالفوا{[52716]} كأنه{[52717]} أمر بعضهم بعضا أن يتحالفوا{[52718]} بالله ، ويجوز أن يكون تقاسموا فعلا{[52719]} ماضيا في معنى الحال والتقدير : قالوا : متقاسمين بالله ، والمعنى : قال تسعة{[52720]} الرهط : تحالفوا بالله أيها القوم ، أي ليحلف{[52721]} بعضكم بعضا لنبيتن{[52722]} صالحا الليلة ، وأهله فلنقتلنه{[52723]} { ثم لنقولن لوليه }[ 51 ] ، أي ولي دمه { ما شهدنا مهلك أهله }[ 51 ] .

قال{[52724]} مجاهد : تحالفوا على إهلاكه فلم يصلوا إليه حتى هلكوا{[52725]} هم وقومهم أجمعون .

قال أبو إسحاق : قال التسعة الرهط الذين عقروا الناقة : هلم فلنقتل صالحا ، فإن كان صادقا أي فيما يوعدنا به من العذاب بعد الثلاث عجلناه قبلنا ، وإن كان كاذبا كنا قد ألحقناه بناقته . فأتوه ليلا ليبيتوه في أهله فدمغتهم الملائكة بالحجارة ، فلما أبطأوا على أصحابهم ، أتوا منزل صالح فوجدوهم متشاخذين قد رضخوهم بالحجارة{[52726]} .

وقوله : { وإنا لصادقون }[ 51 ] ، أي نقول لوليه : وإنا لصادقون أنا ما شهدنا مهلك أهله .


[52715]:"تعالى" سقطت من ز.
[52716]:بعده في ز: بالله.
[52717]:ز: كأنهم.
[52718]:ز: يتحلفوا.
[52719]:انظر: إملاء ما من به الرحمن ص470، والمشكل 2/536.
[52720]:ز: قالوا التسعة.
[52721]:ز: ليحلفوا.
[52722]:ز: لنبيت.
[52723]:ز: ولنقتلنه.
[52724]:من "قال مجاهد...واذكر لوطا" بياض في ز.
[52725]:ع: وهم قومهم.
[52726]:انظر: ابن كثير 5/242-243.