قوله{[52438]}تعالى ذكره{[52439]} : { فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال }[ 37 ] ، إلى قوله : { فإن ربي{[52440]} غني كريم }[ 41 ] ، أي فلما جاء رسولها سليمان بالهدية ، قال سليمان : أتمدونني بمال ، فالذي أعطاني الله من الملك في الدنيا { خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون }[ 47 ] ، أي ما أفرح بما أهديتم إلي بل أنتم تفرحون بها ، لأنكم أهل فاخرة بالدنيا ، ومكاثرة بها .
روي : أن رسولها لم رجع إليها بالهدية وأخبرها خبر{[52441]}سليمان ، قالت لقومها : هذا{[52442]} أمر من السماء لا ينبغي لنا معاندته{[52443]} فعمدت{[52444]} إلى عرشها فجعلته في آخر سبعة أبيات ، وأقامت عليه الحرس ، ثم أقبلت إلى سليمان فرجع الهدهد وأخبر سليمان بذلك ، فقال عند ذلك : { أيكم ياتيني بعرشها }[ 39 ] ، أي بسريرها{[52445]} { قبل أن ياتوني مسلمين }[ 39 ] ، فيحرم علي مالهم .
وقوله : { فلما جاء } ، فوحد وقد قال عنها{[52446]} { فناظرة بم يرجع المرسلون }[ 36 ] ، فجمع فمعناه : فلما جاءوها سليمان .
وقيل : إن الرسول كان{[52447]} واحدا{[52448]} ، وإنما قالت هي : { المرسلون }[ 36 ] ، فجمعت{[52449]} لأن الرسول لابد له من خدمة وأعوان ، فجمعت على ذلك المعنى .
وقد قيل : إن الرسول الذي وجهته إلى سليمان كانت امرأة .
وقيل : بل كانوا جماعة ، وإنما قال " جاء " فوحد على معنى الجمع ودل/على ذلك أن في حرف{[52450]} ابن مسعود { فلما جاء } بالجمع وقوله : { ارجع إليهم }[ 38 ] ، يدل على{[52451]} أنه كان واحدا{[52452]} والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.