الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا جَآءَ سُلَيۡمَٰنَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٖ فَمَآ ءَاتَىٰنِۦَ ٱللَّهُ خَيۡرٞ مِّمَّآ ءَاتَىٰكُمۚ بَلۡ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمۡ تَفۡرَحُونَ} (36)

قوله{[52438]}تعالى ذكره{[52439]} : { فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال }[ 37 ] ، إلى قوله : { فإن ربي{[52440]} غني كريم }[ 41 ] ، أي فلما جاء رسولها سليمان بالهدية ، قال سليمان : أتمدونني بمال ، فالذي أعطاني الله من الملك في الدنيا { خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون }[ 47 ] ، أي ما أفرح بما أهديتم إلي بل أنتم تفرحون بها ، لأنكم أهل فاخرة بالدنيا ، ومكاثرة بها .

روي : أن رسولها لم رجع إليها بالهدية وأخبرها خبر{[52441]}سليمان ، قالت لقومها : هذا{[52442]} أمر من السماء لا ينبغي لنا معاندته{[52443]} فعمدت{[52444]} إلى عرشها فجعلته في آخر سبعة أبيات ، وأقامت عليه الحرس ، ثم أقبلت إلى سليمان فرجع الهدهد وأخبر سليمان بذلك ، فقال عند ذلك : { أيكم ياتيني بعرشها }[ 39 ] ، أي بسريرها{[52445]} { قبل أن ياتوني مسلمين }[ 39 ] ، فيحرم علي مالهم .

وقوله : { فلما جاء } ، فوحد وقد قال عنها{[52446]} { فناظرة بم يرجع المرسلون }[ 36 ] ، فجمع فمعناه : فلما جاءوها سليمان .

وقيل : إن الرسول كان{[52447]} واحدا{[52448]} ، وإنما قالت هي : { المرسلون }[ 36 ] ، فجمعت{[52449]} لأن الرسول لابد له من خدمة وأعوان ، فجمعت على ذلك المعنى .

وقد قيل : إن الرسول الذي وجهته إلى سليمان كانت امرأة .

وقيل : بل كانوا جماعة ، وإنما قال " جاء " فوحد على معنى الجمع ودل/على ذلك أن في حرف{[52450]} ابن مسعود { فلما جاء } بالجمع وقوله : { ارجع إليهم }[ 38 ] ، يدل على{[52451]} أنه كان واحدا{[52452]} والله أعلم .


[52438]:ز: وقوله.
[52439]:"تعالى ذكره" سقطت من ز.
[52440]:"فإن ربي" سقطت من ز.
[52441]:ز: حين.
[52442]:"هذا" سقطت من ز.
[52443]:ز: مباعدته.
[52444]:ز: فعمدته.
[52445]:"أي بسريرها" سقطت من ز.
[52446]:ز: عندها.
[52447]:"كأن" سقطت من ز.
[52448]:ز: واحد.
[52449]:انظر: معاني الفراء 2/293.
[52450]:انظر المصدر السابق.
[52451]:"على" سقطت من ز.
[52452]:ز: واحد.