الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} (64)

قوله : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوٍا ) [ 64 ] .

الكلمة ( أَلاَّ تَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ ) وما بعده .

وقيل : الكلمة لا إله إلا الله( {[10142]} ) .

والسواء : النَصَفَة والعدل والقصد( {[10142]} ) .

ونزلت هذه الآية فيمن كان حول المدينة من اليهود ، وهم الذين حاجوه في إبراهيم صلى الله عليه وسلم( {[10144]} ) .

وقيل : نزلت في الوفد من نصارى نجران لأنه دعاهم فأخبرهم بالقصص الحق في أمر عيسى صلى الله عليه وسلم ، فأبوا أن يقبلوه ، فأمر أن يدعوهم إلى المباهلة فأبوا ، فأمر أن يدعوهم إلى ما ذكر آخراً فأبوا ، فأمر الله المؤمنين أن يقولوا : اشهدوا بأنا مسلمون( {[10145]} ) . وإن في موضع خفض على البدل من ( كلمة ) .

وقيل : هي في موضع رفع ، وذلك على التأويل الأول أي : هي ألا نعبد ، ولا نفعل ، ولا نصنع( {[10146]} ) .

( وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً اَرْبَاباً ) : هو طاعة العوام الرؤساء فيما يأمرونهم به من المعاصي كما قال ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمُ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ )( {[10147]} ) يأمرونهم بالمعصية وينهونهم عن الطاعة فيسمعون ويطيعون .

وقيل : ( اَرْبَاباً ) : هو سجود بعضهم لبعض قاله عكرمة( {[10148]} ) .

وقيل معناه : لا( {[10149]} ) نعبد عيسى من دون الله كما عبدت النصارى ، ولا عزيراً كما عبدت اليهود ، ولا الملائكة كما عبدت جماعة المشركين ، ولا نقبل من الرهبان تحريمهم علينا ما لم يحرمه الله كما فعلت اليهود والنصارى والمشركون .


[10142]:- انظر: معاني الأخفش 1/410، ومعاني الفراء 1/220 ومجاز القرآن 1/96.
[10144]:- انظر: جامع البيان 3/302 والدر المنثور 2/234.
[10145]:- انظر: المصدر السابق.
[10146]:- معاني الأخفش 1/410، ومعاني الفراء 1/222.
[10147]:- التوبة آية 31.
[10148]:- انظر: جامع البيان 3/304 والدر المنثور 2/235.
[10149]:- (د): ولا نعبد. في كل النسخ "قل يا أهل الكتاب وهي زيادة من الناسخ".