الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (22)

ثم قال تعالى : { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها } .

أي : لا أحد أظلم لنفسه ممن وعظ بحجج الله وآي كتابه فأعرض عن ذلك وكذب به .

ثم قال : { إنا من المجرمين منتقمون } أي : من الذين اكتسبوا السيئات منتقمون في الآخرة .

وقيل {[55175]} : عني بالمجرمين [ هنا ] {[55176]} أهل القدر {[55177]} ، وكذلك قوله : { إن المجرمين في ضلال وسعر } {[55178]} الآيات في أهل القدر أيضا .

[ وقال ] {[55179]}عاذ بن جبل {[55180]} : سمعت النبي صلى الله عليه [ وسلم ] {[55181]} يقول

" ثلاث من فعلهن فقد أجرم : من اعتقد لواء في غير حق ، أو عق والديه ، أو مشى مع ظالم ينصره فقد أجرم ، يقول الله جل ذكره { إنا من المجرمين منتقمون } {[55182]} .


[55175]:هو قول يزيد بن رفيع في جامع البيان 21/111، والمحرر الوجيز 13/40
[55176]:ساقط من ج
[55177]:يقصد بأهل القدر هنا: المعتزلة ويسمون أصحاب العدل والتوحيد ويلقبون بالقدرية والعدلية، وقد سموا كذلك لأنهم يرون أن العبد هو المقدر لأفعاله خيرها وشرها وهو المسؤول عنها. وللاطلاع بتفصيل على آرائهم انظر: الملل والنحل للشهرستاني 43 وما بعدها ومقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري 1/216 وما بعدها. ومذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي 1/37 وما بعدها.
[55178]:القمر: آية 47
[55179]:ج: قال
[55180]:هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الخزرجي عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد المشاهد كلها روى عنه ابن عمر وابن عباس وغيرهما. توفي سنة 10 هـ. انظر: حلية الأولياء 1/228، 36 وصفة الصفوة 1/489، 51، وتذكرة الحفاظ 1/19، 8، والإصابة 3/426، 8037
[55181]:ساقط من ج
[55182]:أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/93، وضعفه من حيث إسناده حيث قال: "إن في إسناده عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة، وهو ضعيف" وأورده علاء الدين علي المتقي في كنز العمال (43781) والطبري في جامع البيان 21/111، وابن كثير في تفسيره 3/463، والسيوطي في الدر المنثور 6/555