الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (12)

ثم قال تعالى : { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم } .

أي : لو رأيت يا محمد هؤلاء المنكرين للبعث ناكسوا رؤوسهم عند ربهم حياء منه للذي سلف من كفرهم وإنكارهم للبعث يقولون : { ربنا أبصرنا وسمعنا } .

أي : أبصرنا ما كنا نكذب به من عذابك ، ومعادنا إليك ، وسمعنا منك ، وتصديق ما كانت الرسل تأتنا به وتأمرنا به .

{ فارجعنا نعمل صالحا } أي : أرددنا إلى الدنيا نعمل فيها / بطاعتك .

{ إنا موقنون } أي : قد أيقنا الآن ما كنا به في الدنيا جهالا من توحيدك وإفرادك بالعبادة .

وقيل : المخاطبة هنا للمجرمين .

والمعنى : قل يا محمد للمجرم ، لو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم لندمت على ما كان منك .

وجواب لو محذوف ، والتقدير : لرأيت ما تعتبر به اعتبارا شديدا .

ومعنى : { ربنا أبصرنا } أي : يقولون يا ربنا أبصرنا ما كنا نكذب به .