ثم قال تعالى [ ذكره ] {[55183]} : { ولقد آتينا موسى الكتاب } أي {[55184]} التوراة .
{ فلا تكن في مرية من لقائه } أي : في شك من أنك لقيته أو تلقاه ليلة الإسراء ، قاله قتادة {[55185]} .
وبذلك أتى الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم {[55186]} أنه لقيه ليلة الإسراء روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم {[55187]}/ قال : " أريت ليلة أسري [ بي ] {[55188]} موسى بن عمران رجلا آدم {[55189]}طوالا {[55190]} جعدا {[55191]} ، كأنه من رجال شنوءة {[55192]} ، ورأيت عيسى رجلا مربوع {[55193]} الخلق ، إلى الحمرة والبياض سبط الرأس {[55194]} ورأيت مالكا [ خازن ] {[55195]} النار والدجال {[55196]} . فالهاء لموسى وقيل : الهاء عائدة على الكتاب {[55197]} .
والتقدير : فلا تكن في شك من تلقي موسى الكتاب بالقبول ، وتكون المخاطبة على القول الأول للنبي خاصة ، وعلى القول الثاني لجميع الناس .
وعن الحسن أنه قال في معناه : ولقد آتينا موسى الكتاب ، فأوذي وكذب فلا تكن في شك يا محمد من أنه سيلقاك مثل ما لقيه موسى من التكذيب والأذى .
فالهاء عائدة على معنى محذوف كأنه قال : من لقاء ما لاقى {[55198]} ، والمخاطبة على هذا للنبي صلى الله عليه وسلم {[55199]} خاصة .
ويجوز أن يكون هذا خطابا للشاك في إتيان الله موسى الكتاب ، وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، والهاء في { لقائه } تعود على الرجوع إلى الآخرة والبعث ، والتقدير : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ، { فلا تكن في مرية من لقائه } {[55200]} أي : من لقاء البعث والرجوع إلى الحياة بعد الموت فهو خطاب للنبي عليه السلام {[55201]} ، والمراد به من ينكر البعث .
وقوله : { فلا تكن في مرية من لقائه } كلام اعترض بين كلامين .
ثم قال بعد ذلك : { وجعلناه هدى لبني إسرائيل } .
أي : الكتاب جعله الله هاديا لهم {[55202]} ، من الضلالة إلى الهدى .
وقال قتادة : { وجعلناه } أي : جعلنا موسى هدى لهم {[55203]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.