اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (22)

قوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ } ( أي من{[42910]} ذكر بآيات الله ) من النعم أولاً ، والنِّقَم ثانياً ولم يؤمنوا ، فلا أظلَمُ منهم أَحدٌ .

قوله : { ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا } هذه أبعد{[42911]} ما بين الرُّتْبَتَيْنِ معنىً{[42912]} ، وشبهها الزمخشري بقوله :

4067 - وَمَا يَكْشِفُ الغَمَّاء إلاَّ ابْنُ حُرَّةٍ *** يَرَى غَمَرَاتِ المَوْتِ ثُمَّ يَزُورُهَا{[42913]}

قال : استبعد ( أن يزور ){[42914]} غمرات الموت بعد أن رآها وعرفها ، واطلع على شدتها{[42915]} .

قوله : { إِنَّا مِنَ المجرمين } ( يعني المشركين ){[42916]} «مُنْتَقِمُونَ » .


[42910]:كذلك.
[42911]:في "ب" لبعد.
[42912]:الدر المصون 4/361.
[42913]:وفي الكشاف: "لا يكشف" وفي البحر "ولا يكشف" والغمَّاء: الشدة المظلمة والبيت من بحر الطويل وهو لجعفر بن علبة الحارثيّ ومعناه: أن تلك الغمة لا يزيلها إلا إنسان شجاع ابن حرة يجيد الهلاك في الإقدام ومع ذلك يقدم عليه وشاهده أن ثم هنا تفيد التراخي بين رتبتين متباينتين رتبة النكوص ورتبة الإقدام وعلى ذلك صح التنظير بالآية. وانظر: البحر المحيط 7/204 والحماسة البصرية 1/150 والكشاف 3/246 وشرح شواهده 4/417 والسراج المنير 3/213 والبيضاوي 2/126.
[42914]:ساقط من "ب".
[42915]:الكشاف 3/246.
[42916]:ساقط من "ب".