الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب مدنية{[1]} .

قوله تعالى ذكره : { يا أيها النبي اتق الله }1 إلى قوله : { وهو يهد السبيل }4 .

النبي عند جميع النحويين نعت لأي ، إلا الأخفش فإنه جعله صلة لأي{[55250]} . وهو غلط لأن الصلة لا تكون إلا في جملة{[55251]} .

وأكثر النحويين على منع جواز النصب في { النبي } لأنه نعت لا بد منه ، فهو المقصود بالنداء .

وأجاز بعضهم النصب على الموضع{[55252]} ، وهذا في الكلام لا في القرآن .

والمعنى : يا أيها النبي اثبت على تقوى الله ، لأنه كان متقيا .

وقيل : هو مخاطبة للنبي والمراد به أمته{[55253]} .

ثم قال تعالى : { ولا تطع الكافرين والمنافقين } .

إن جعلته خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة فمعناه : لا تطعهم في قولهم لك : اصرف عنا أتباعك من فقراء المؤمنين حتى نجالسك ، ولا تطع المنافقين الذين يظهرون لك الإيمان والنصيحة وهم لا يسألونك وأصحابك خبالا فلا تقبل لهم رأيا .

ومن جعله خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به أمته فمعناه : لا تطيعوهم فيما نهيتم عنه فتفعلوه/ ولا فيما أمرتم به فتتركوه .

{ إن الله كان عليما } أي : بخلقه وما في نفوسهم واعتقادهم .

{ حكيما } في تدبيره إياهم .


[1]:أ: إذ.
[55250]:انظر: إعراب النحاس 3/300، ومشكل الإعراب لمكي 2/572، والجامع للقرطبي 14/114
[55251]:انظر: إعراب النحاس 3/301، ومشكل الإعراب لمكي 2/572. حيث قال مكي في رده على الأخفش: "قال الأخفش: هو صلة لأي ولا يعرف في كلام العرب كلام مفرد اسم صلة لأي".
[55252]:أجازه المازني: انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/572 حيث قال مكي معلقا على رأي المازني "جعله كقولك يا زيد الظريف بنصبه الظريف على موضع زيد، وهذا نعت يستغنى عنه، ونعت أي لا يستغنى عنه ولا يحسن نصبه على الموضع، وأيضا فإن نعت أي: هو المنادى في المعنى فلا يحسن نصبه".
[55253]:انظر: الجامع للقرطبي 14/115