الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا} (38)

قوله تعالى ذكره : { ما كان على النبي من حرج } 38 إلى قوله : { سراحا جميلا } 49

أي : ليس على محمد صلى الله عليه وسلم إثم في إنكاح امرأة تبناه بعد فراقه إياها .

قال قتادة : ما فرض الله له ، أي ما أحل الله {[55557]} . وفي الكلام معنى المدح كقوله : { ما على المحسنين من سبيل } {[55558]} ثم قال : { سنة الله في الذين خلوا من قبل } . انتصبت " سنة " على المصدر ، والفاعل فيه ما قبله لأنه بمعنى سن الله له ذلك سنة {[55559]} . والمعنى لا إثم عليه في ذلك كما لا إثم فيه على من خلا قبله من النبيئين فيما أحل الله لهم .

قال الطبري في معناه : لم يكن الله ليؤثم نبيه فيما أحل الله له مثال فعله بمن قبله من الرسل {[55560]} ثم قال : { وكان أمر الله قدرا مقدورا } أي : قضاء مقضيا . [ وقيل : قدر أحد قدره وكتبه قبل خلق الأشياء كلها مقدورا ] {[55561]} أي أنه ستكون الأشياء على ما تقدم في علمه .

ولا تقف على : { فرض الله له } لأن " سنة " انتصبت على عامل قام ما قبلها مقامه {[55562]} .


[55557]:انظر: جامع البيان 22/14، والبحر المحيط 7/235
[55558]:التوبة آية 92
[55559]:انظر: إعراب النحاس 3/316، والبيان لابن الأنباري 2/270.
[55560]:انظر: جامع البيان 22/15
[55561]:ما بين المعقوقين مثبت في طرة أ
[55562]:هذا قول أبي جعفر النحاس أيضا في القطع والائتناف وقد خالفه فيه أحمد بن موسى وأبي حاتم، حيث يرى الأول أن الوقف على "فرض الله له" تمام، ويرى الثاني أنه كاف وهو قول أبي عمرو الداني أيضا. وكذلك الأشموني يرى أنه وقف كاف إن نصبت "سنة" بفعل مقدر، أي سن الله ذلك سنة، أو احفظوا سنة الله، وليس بوقف إن نصبتها ب "فرض" انظر: القطع 576 والمكتفى 459 ومنار الهدى 223