ثم قال تعالى : { هو الذي يصلي عليكم وملائكته } أي : ربكم الذي أمرتم بذكره كثيرا هو الذي يرحمكم ويثني عليكم فيشيع عنكم الذكر الجميل وملائكته تدعو لكم .
روي أنه لما نزل/ : { إن الله وملائكته يصلون على النبي }{[55573]} أتاه المؤمنون يهنؤونه بذلك فقال أبو بكر يا رسول الله : هذا لك خاصة فما لنا ؟ فأنزل الله جل ذكره { هو الذي يصلي عليكم وملائكته }{[55574]} أي : يدعون لكم بالرحمة .
وروى الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل : " إن الله قال لموسى : أخبر بني إسرائيل أن صلاتي على عبادي لتسبق رحمتي غضبي ولولا ذلك لأهلكتهم " {[55575]} .
وقال عطاء بن أبي رباح : " صلاته على عباده : سبوح قدوس لتسبق رحمتي غضبي " {[55576]} .
وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " سبوح قدوس ، رحمتي تغلب غضبي " {[55577]} .
ثم قال : { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } أي : تدعو ملائكة الله ليخرجكم الله من الكفر إلى الإيمان . وأصل الصلاة في اللغة : الدعاء{[55578]} وسمي الركوع والسجود صلاة للدعاء الذي يكون في ذلك .
وقال المبرد : أصل الصلاة الترحم ، فالصلاة من الله رحمة لعباده ، ومن الملائكة رقة لهم واستدعاء للرحمة من الله لهم ، والصلاة من الناس سميت صلاة لطلب الرحمة بها{[55579]} .
قال أبو عبيدة : الأصيل ما بين العصر إلى الليل : وقال : { يصلي عليكم وملائكته } أي : يبارك عليكم{[55580]} .
قال ابن عباس : لا يقضي الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ، ثم عذر أهلها في حال العذر ، غير الذكر فإن الله لم يجعل له حدا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله{[55581]} .
ثم قال : { وكان بالمومنين رحيما } أي : ذا رحمة أن يعذبهم وهم له مطيعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.