الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ} (3)

ثم قال تعالى : { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة }أي : لا نبعث بعد موتنا إنكارا منهم للجزاء وتكذيبا .

ثم قال تعالى : { قل بلى وربي لتأتينكم }أي : قل لهم يا محمد : بلى وحق ربي لتأتينكم الساعة ولتبعثن للجزاء بأعمالكم .

ثم قال تعالى : { عالم الغيب } أي : هو عالم الغيب ، أي : ما غاب عنكم من إتيان الساعة وغيرها .

ومن رفعه{[55752]} فعلى إضمار مبتدأ أي : هو عالم الغيب{[55753]} ومن خفضه{[55754]} جعله نعتا لربي{[55755]} .

ثم قال : { لا يعزب عنه مثقال ذرة } أي : لا يغيب عنه شيء وإن قل أو جل وهو قوله : { ولا أصغر من ذلك ولا أكبر } أي : لا يغيب عنه ما هو أصغر من زنة ذرة ولا ما هو أكبر منها أين كان ذلك .

ثم قال : { إلا في كتاب مبين } أي : كل ذلك مثبت{[55756]} في كتاب بين للناظر فيه أن الله قد أثبته وأحصاه وعلمه فلم يغب عنه منه شيء .

وأجاز نافع الوقف على : قل بلى{[55757]} .

وقال الأخفش : الوقف " لتأتينكم " على قراءة من رفع " عالم " {[55758]} ومن قرأ بالخفض في " عالم " لم يقف على " لتأتينكم " {[55759]} .


[55752]:قراءة "عالم" بالرفع هي لنافع وابن عامر. انظر: السبعة لابن مجاهد 526 والحجة لأبي زرعة 581 والكشف لمكي 2/201 والتيسير للداني 180
[55753]:انظر: الحجة لابن خالويه 292 والمكتفى للداني 463 والبيان لابن الأنباري 2/274
[55754]:قراءةة "عالم" بالخفض هي لابن كثير وأبي عمرو وعاصم انظر: السبعة لابن مجاهد 526 والحجة لأبي زرعة 581
[55755]:انظر: الحجة لابن خالويه 291 والمكتفى 463
[55756]:مثبت في طرة أ
[55757]:انظر القطع والإئتناف 580 ومنار الهدى 225
[55758]:انظر: القطع والإئتناف 580
[55759]:انظر: هذا التوجيه في القطع والإئتناف 580 والمقصد 70 ومنار الهدى 225