الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ هُم بَٰرِزُونَۖ لَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنۡهُمۡ شَيۡءٞۚ لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ ٱلۡقَهَّارِ} (16)

ثم قال : { يوم هم بارزون } ( يوم ) بدل من ( يوم ) الأول{[59508]} .

وقيل العامل فيه : ( لا يخفى على الله منهم شيء { يوم هم بارزون }{[59509]} .

والمعنى أن جميعهم بمرأى منه ، أي{[59510]} : لا يخفى عليه من أعمالهم شيء .

وقيل معناه : بارزون من قبورهم .

ثم قال تعالى : { لمن الملك اليوم } أي : يقول الله جل ذكره : لمن الملك اليوم ؟ .

فيجيب نفسه : { لله الواحد } أي : المنفرد{[59511]} / بالوحدانية والقدرة . { القهار } لكل شيء سواه .

وروى أبو وائل{[59512]} عن ابن مسعود ( أنه قال ){[59513]} : يحشر الناس{[59514]} على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عز وجل عليها . فيؤمر منادى أن ينادي : لمن الملك اليوم ؟ فيقول العباد : لله الواحد القهار المؤمن منهم والكافر .

ثم أول ما ينظر من الخصومات في{[59515]} الدماء بمحضر القاتل والمقتول . فيقول : سل هذا : لم قتلني{[59516]} ؟ فإن قال : قتلته لتكون العزة لفلان ، قيل للمقتول : اقتله كما قتلك ،


[59508]:انظر: البيان في غريب إعراب القرآن 2/329، وجامع القرطبي 15/300، والتبيان في إعراب القرآن 391.
[59509]:انظر: جامع البيان 24/33.
[59510]:ساقط من (ت).
[59511]:(ح): المتفرد.
[59512]:هو شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي، أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يلقه، سمع من عمر بن الخطاب وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم. وروى عنه منصور بن المعتمر والحكم بن عتبة. عمر طويلا، قال سعيد بن صالح، كان يؤم جنائزها وهو ابن خمسين ومائة سنة. انظر: تذكرة الحفاظ 1/60 ت 46 والاستيعاب 2/710 ت 61201 وغاية النهاية 1/323 ت 1429.
[59513]:فوق السطر (ت).
[59514]:ساقط من (ح).
[59515]:فوق السطر في (ت).
[59516]:(ح): قتلتني.