ثم قال تعالى : { ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، أي : ذلك الذي أخبرتكم به من الكرامة هو الذي يبشر الله به{[60846]} عباده الذين / آمنوا في الدنيا ، وعملوا الأعمال{[60847]} الصالحات .
ثم قال تعالى جل ذكره : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } أي : قل لهم يا محمد لا أسأل منكم{[60848]} جعلا على ما جئتكم به من الهدى والقرآن والدعاء إلى الإيمان والنصيحة إلا أن ( تُوَدُّوني ){[60849]} لقرابتي منكم ، وتصلوا رحمي بيني{[60850]} وبينكم .
قال ابن عباس : لم يكن بطن من بطون قريش إلا وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة{[60851]} .
وعن ابن عباس أيضا أنه قال : لما أبو ( أن يتابعوه ، قال : يا قوم ، إن أبيتم أن تتابعوني ){[60852]} فاحفظوا قرابتي فيكم لا يكن{[60853]} غيركم من العرب أولى بحفظي ونصري منكم ، وبهذا{[60854]} القول قال{[60855]} في الآية : عكرمة ومجاهد وقتادة والسدي{[60856]} .
قال قتادة : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يسأل الناس على هذا القرآن أجرا إلا أن يصلوا ما بينه وبينهم من القرابة – وكل{[60857]} بطون قريش بينهم وبينه قرابة -{[60858]} .
فيكون المعنى : إلا أن تودوني لقرابتي منكم ، ( إني لا أسألكم من أموالكم شيئا على ما جئتكم به ، إنما أسألكم أن تودوني{[60859]} لقرابتي منكم إن أبيتم ){[60860]} أن تؤمنوا بي .
وعن ابن عباس أنه قال : قالت الأنصار : ( فعلنا وفعلنا . . . فكأنهم{[60861]} فَخُرُوا . فقال بعض قرابة النبي صلى الله عليه وسلم{[60862]} : لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك النبي{[60863]} صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم ، فقال : " يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي " ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي " ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال{[60864]} : " ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ ألم يكذبوك فصدقناك ؟ ألم يخذلوك فنصرناك{[60865]} " . فمازال يقول حتى جثوا على الركب . وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله قال : " فنزلت : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } " . الآية{[60866]} وبهذا القول قال عمرو بن شعيب{[60867]} .
وهذا يدل على أن الآية مدنية{[60868]} .
وعن ابن عباس أيضا أن معنى الآية : قل يا محمد لقريش : لا أسألكم على ما جئتكم به أجرا إلا أن تتوددوا إلى الله وتتقربوا إليه بالعمل الصالح{[60869]} .
وقال الحسن : معناه : إلا التقرب إلى الله عز وجل والتودد إليه بالعمل الصالح{[60870]} .
وقال الضحاك : الآية منسوخة نسخها قوله{[60871]} : { قل ما سألتك من أجر فهو لكم } .
واختار الطبري قول{[60872]} من قال : معناه{[60873]} : إلا أن تودوني في قرابتي منكم{[60874]} .
و{ المودة } في هذا استثناء منقطع{[60875]} . فالمعنى : لا أسألكم عليه أجرا لكم أسألكم أن تودوني لقرابتي منكم{[60876]} .
ثم قال : { ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا } أي : ومن يعمل حسنة نضاعفها إلى عشر حسنات فأكثر .
{ إن الله غفور } أي : غفور لذنوب عباده المؤمنين { شكور } لحسناتهم يضاعفها لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.