ثم قال تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } الحرث هنا : العمل .
والمعنى : من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه ، أي : نوفقه ونضاعف له الحسنات .
{ ومن كان يريد حرث الدنيا نوته منها } ( أي : ومن كان يريد بعمله الدنيا نؤته منها ما يريد{[60811]} ، مثل دفع{[60812]} الآفات ونحوها ومثله قوله : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد }{[60813]} .
وقيل : المعنى : من كان يريد بفعله{[60814]} الخير ثناء أهل الدنيا تركناه وذلك ، ولم{[60815]} يكن له في الآخرة من عمله نصيب .
وقيل نزلت في الغزو ، والجهاد{[60816]} والتقدير : من كان يريد بغزوه{[60817]} وجهاده الآخرة وثوابها نعطه ذلك ونزده ، ومن كان يريد بذلك{[60818]} الغنيمة والكسب نؤته منها ، أي : نخلي بينه وبين ذلك .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنع المنافقين من أخذ الغنيمة ومن أجلها غزوا معه لا لله سبحانه . ففيهم ( وفي أشباههم نزلت الآية ){[60819]} فتكون الآية على هذا القول مخصوصة{[60820]} .
وقال طاوس : ( من كان همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه ( ولم ينل من الدنيا إلا ما كتب له ){[60821]} ، ومن كان همه الآخرة ( جعل الله غناه بين عينيه ) ونور{[60822]} قلبه ، وآتاه من الدنيا ما كتب الله{[60823]} له ){[60824]} .
وقال الطبري في معناها : من كان يريد بعمله الآخرة{[60825]} نزد له من عمله الحسنى{[60826]} ، فنجعل له{[60827]} بالواحد عشرا إلى ما شاء ربنا من الزيادة ، ومن كان يريد بعمله الدنيا ولها{[60828]} يسعى ، نؤته منها ما قسمنا له وما كتب له منها{[60829]} .
{ وماله في الآخرة من نصيب } أي : ماله من عمله ذلك في الآخرة حظ .
وقال قتادة : معناه : من آثر آخرته على دنياه نزد{[60830]} له في أجره ، ومن آثر دنياه على آخرته{[60831]} لم نجعل له نصيبا في الآخرة إلا النار ، ولم نزده{[60832]} في الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ منه{[60833]} .
وروى الضحاك عن ابن عباس أن قوله : { ومن كان يريد حرث الدنيا نوته منها } : منسوخ في سورة ( سبحان ){[60834]} بقوله : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد }{[60835]} وفيه بعد لأن الأخبار لا تنسخ{[60836]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.