ثم قال تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها } أي : وجزاء سيئة المسيء عقوبته على ما أوجبه الله عليه .
ولهذه الآية ونظيرها أجاز الشافعي وأهل الرأي أن يأخذ الرجل من مال من خانه ( مثل ما خانه به {[61016]} من ) غير رأيه {[61017]} .
واستدلوا على صحة ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند {[61018]} زوج أبي سفيان {[61019]} : " خذي من ماله ما يكفيك وولدك " {[61020]} .
وأجاز لها أن تأخذ من ماله ما يجب لها من غير رأيه {[61021]} .
وسميت الثانية ( سيئة ) وليس الذي ( يعملها مسيئا ) {[61022]} لأنها مجازاة على الأول . فسميت باسمها وليست {[61023]} بها .
وروي أن ذلك : أن يجاب القائل الكلمة القذعة {[61024]} بمثلها .
وقال ابن أبي نجيح {[61025]} : هو مثل أن يقول القائل : أخزاه الله ، فيقول له المجيب مثل ذلك {[61026]} .
وقال السدي : إذا شتمك فاشتمه بمثل ما شتمك من غير أن تعدي {[61027]} {[61028]} .
قال ابن زيد : { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } ، يعني : من المشركين ، ثم قال : { وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله } قال : معناه : ليس آمركم أن تعفوا عنهم لأني لا أحبهم {[61029]} ، أي : لا أحب الظالمين ، يعني : المشركين ، فمن فعل فالله يثيبه على ما آذاه {[61030]} به {[61031]} المشركون ، قال : ثم نسخ هذا كله ، وأمر بالجهاد {[61032]} .
والآية على القول الأول محكمة عامة ، مثل قوله : { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } {[61033]} .
والمعنى : فمن عفا عمن أساء إليه فغفر له ابتغاء وجه الله سبحانه وهو قادر على العقوبة فالله مثيبه .
ويكون معنى قوله : { إنه لا يحب الظالمين } على هذا {[61034]} القول ، أي : إنه لا يحب من يتعدى على الناس فيسيء إليهم بغير إذن الله عز وجل له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.