الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (18)

ثم قال تعالى : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } أي : ثم جعلناك يا محمد بعد بني إسرائيل على طريقة وسنة ومنهاج من أمرنا الذي أمرنا به من قبلك من الرسل ، فاتبع تلك الشريعة { ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } أي : ولا تتبع{[62508]} ما يدعوك إليه الجاهلون بالله{[62509]} .

قال ابن عباس : { على شريعة } : ( على هدى من الأمر وبينة ) .

وقال قتادة : ( الشريعة : الفرائض والحدود والأمر والنهي ){[62510]} .

وقال ابن زيد : الشريعة : الدين ، وقرأ { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك }{[62511]} فنوح أولهم ومحمد آخرهم صلى الله على{[62512]} جميع النبيين وسلم{[62513]} .


[62508]:(ح): (لا تتبع).
[62509]:(ح): (في الله).
[62510]:انظر جامع البيان 25/88، وجامع القرطبي 16/163.
[62511]:الشورى آية 11.
[62512]:(ح): (عليه وسلم وعلى).
[62513]:انظر جامع البيان 25/88، وجامع القرطبي 16/164.