ثم قال تعالى : { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } أي : قل لهم اغفروا يغفروا . فهو جواب أمر{[62475]} محمول على المعنى .
والمعنى : قل يا محمد للذين صدقوك : اغفروا للذين لا يخافون أيام الله ، أي : بأس الله ووقائعه فيمن كفر به ونقمه منهم يغفروا .
{ ليجزي قوما بما كانوا يكسبون } ، أي : ليجزي{[62476]} الله عز وجل في الآخرة هؤلاء/ الذين يؤذون المؤمنين بما{[62477]} اكتسبوا في الدنيا من أذى{[62478]} المؤمنين ( ومن غير ){[62479]} ذلك .
وروي عن عاصم أنه قرأ{[62480]} { ليجزي قوما } بنصب{[62481]} قوم والفعل لما لم يسم فاعله{[62482]} . وهذا بعيد جدا لم يجزه سيبويه ولا جميع البصريين{[62483]} .
وإنما تقديره عنده{[62484]} : ليجزي الجزاء قوما . فيقيم المصدر مقام ما لم{[62485]} يسم فاعله ويضمره وينصب الاسم المقصود بالمعنى{[62486]} وهو شاذ بعيد في النظر والقياس .
ولم يجز النحويون : ( ضُرِبَ الضربُ زيدا ) برفع الضرب ونصب زيد ، ولو جاز هذا لجازت هذه القراءة ولكن لا يجيزونه{[62487]} إلا في شعر على{[62488]} بعد{[62489]} .
قال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا آذوه ، وكانوا يستهزؤون به ويكذبونه ، ثم أمره الله عز وجل أن يقاتلهم كافة . فكان هذا من المنسوخ{[62490]} .
وعن ابن عباس أيضا . وهو قول الضحاك : إن الآية نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه شتمه{[62491]} رجل من المشركين بمكة قبل الهجرة ، فأراد أن يبطش به فنزلت{[62492]} : { قل للذين آمنوا } – يعني عمر – { يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } ، ثم نسخ هذا في ( براءة ) بالأمر بالقتال والقتل للمشركين{[62493]} ، وهو أيضا قول قتادة ، إلا أنه قال : نسخها{[62494]} قوله : { فإما تثقفنهم في الحرث فشرد بهم من خلفهم }{[62495]} وقاله الضحاك{[62496]} .
وعن أبي هريرة أنه قال نسخها{[62497]} قوله{[62498]} : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا }{[62499]} .
وقيل : معنى ( لا يرجون أيام الله ) : لا يخافون{[62500]} البعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.