الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23)

ثم قال تعالى : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } .

قال ابن عباس : ( ذلك الكافر اتخذ بغير هدى من الله ولا برهان ){[62560]} .

قال قتادة : ( لا يهوى شيئا إلا{[62561]} ركبه ، لا يخاف الله ){[62562]} .

وقال ابن جبير : ( كانت قريش تعبد{[62563]} العزى – وهو حجر أبيض – حينا من الدهر ، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر{[62564]} فأنزل الله عز وجل { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه }{[62565]} .

قال الحسن : ( هو الذي كلما اشتهى شيئا لم يمتنع منه ){[62566]} .

ثم قال تعالى : { وأضله الله على علم } أي : وخذله الله عن طريق الحق في سابق علمه على علم بأنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية .

قال ابن عباس : ( أضله الله في سابق علمه ){[62567]} .

وقال ابن جبير : ( أضله على عدم قد علمه منه ) .

وقيل المعنى : أضله الله عن الثواب على علم منه بأنه لا يستحقه{[62568]} .

وقيل المعنى : ( على علم منه بأن عبادته لا تنفعه ){[62569]} .

ثم قال تعالى : جل ذكره : { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } أي : وطبع على سمعه أن{[62570]} يسمع ( مواعظ الله وما ){[62571]} ينتفع به ، وطبع على قلبه ( فلا يعي ){[62572]} شيئا من الخير ، وجعل على بصره غطاء أن يبصر به حجج الله عز وجل ، يعني : بصر قلبه . فهو لا يهتدي لخير ، نسأل{[62573]} الله ألا{[62574]} يخذلنا عما فيه رشدنا عنده{[62575]} .

ثم قال : { فمن يهديه من بعد الله } أي : فمن يوفقه لإصابة الحق بعد إضلال الله عز وجل له ، وخذلانه إياه .

{ أفلا تذكرون } أيها الناس ما يذكر لكم وما توعظون به .


[62560]:انظره في جامع البيان حيث ورد بلفظه 25، وفي إعراب النحاس 4/147. وانظر جامع القرطبي حيث ورد متصرفا فيه 16/166.
[62561]:(ت): (ولا).
[62562]:انظره حيث ورد بلفظه في: جامع البيان 25/91، وأحكام الجصاص 3/388، والمحرر الوجيز 14/316، وانظر جامع القرطبي 16/166 حيث ورد متصرفا فيه.
[62563]:(ت): (نعبد).
[62564]:والعزى: صنم كانت تعبده قريش وبنو كنانة. انظر نهاية الأرب 452.
[62565]:انظر جامع البيان 25/91، وإعراب النحاس 4/147، وأحكام الجصاص 3/388، والمحرر الوجيز 14/316، ولباب النقول 195 وقد ورد بلفظه في جامع البيان وأحكام الجصاص.
[62566]:انظر إعراب النحاس 4/147 حيث ورد بلفظه، وجامع القرطبي 16/166 حيث ورد بمعناه.
[62567]:انظر حيث ورد هذا القول بلفظه في جامع البيان 25/91، وإعراب النحاس 4/148. وفي جامع القرطبي 16/169 حيث ورد بمعناه، والمحرر الوجيز 14/317 حيث ورد مختصرا.
[62568]:انظر إعراب النحاس 4/147.
[62569]:انظر إعراب النحاس 4/147.
[62570]:(ح): (أي أن).
[62571]:(ح): (من مواعظ الله عز وجل ما).
[62572]:(ح): (فلا يعني).
[62573]:(ت): (أسأل).
[62574]:(ت): (لا).
[62575]:(ح): (عندا).