ثم قال تعالى : { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } .
قال ابن عباس : ( ذلك الكافر اتخذ بغير هدى من الله ولا برهان ){[62560]} .
قال قتادة : ( لا يهوى شيئا إلا{[62561]} ركبه ، لا يخاف الله ){[62562]} .
وقال ابن جبير : ( كانت قريش تعبد{[62563]} العزى – وهو حجر أبيض – حينا من الدهر ، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر{[62564]} فأنزل الله عز وجل { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه }{[62565]} .
قال الحسن : ( هو الذي كلما اشتهى شيئا لم يمتنع منه ){[62566]} .
ثم قال تعالى : { وأضله الله على علم } أي : وخذله الله عن طريق الحق في سابق علمه على علم بأنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية .
قال ابن عباس : ( أضله الله في سابق علمه ){[62567]} .
وقال ابن جبير : ( أضله على عدم قد علمه منه ) .
وقيل المعنى : أضله الله عن الثواب على علم منه بأنه لا يستحقه{[62568]} .
وقيل المعنى : ( على علم منه بأن عبادته لا تنفعه ){[62569]} .
ثم قال تعالى : جل ذكره : { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } أي : وطبع على سمعه أن{[62570]} يسمع ( مواعظ الله وما ){[62571]} ينتفع به ، وطبع على قلبه ( فلا يعي ){[62572]} شيئا من الخير ، وجعل على بصره غطاء أن يبصر به حجج الله عز وجل ، يعني : بصر قلبه . فهو لا يهتدي لخير ، نسأل{[62573]} الله ألا{[62574]} يخذلنا عما فيه رشدنا عنده{[62575]} .
ثم قال : { فمن يهديه من بعد الله } أي : فمن يوفقه لإصابة الحق بعد إضلال الله عز وجل له ، وخذلانه إياه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.