قوله : ( مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) الآية [ 77 ] .
هذا احتجاج على فرق النصارى في قولهم في عيسى( {[17276]} ) . فالمعنى( {[17277]} ) : ليس عيسى أول رسول مبعوث إلى الناس فيعجبوا( {[17278]} ) من ذلك ، بل قد خلت من قبله الرسل إلى الخلق ، فهو واحد منهم( {[17279]} ) ، ( فهو ) مثل قوله في محمد ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ )( {[17280]} ) ، و( مثل )( {[17281]} ) قوله : ( وَمَا مُحَمَّدٌ اِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ )( {[17282]} ) .
( والصدّيقة : الفعلية من الصدقِ )( {[17283]} ) .
ومعنى الآية : ما المسيح في إنبائه( {[17284]} ) بالمعجزات( {[17285]} ) –من إبراء الأكمه وإحياء الموتى- ( إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) أي : مثل الرسل التي قد خلت من قبله ، أتى بالمعجزات كما أتى موسى وإبراهيم ، فهو أظهر( {[17286]} ) الآيات ، ( فهو )( {[17287]} ) كغيره ممن تقدم( {[17288]} ) من الرسل الذين أظهروا الآيات( {[17289]} ) .
ومعنى ( خَلَتْ ) : تقدمت-( {[17290]} ) ، فليس هو بأول رسول فيعجب منه( {[17291]} ) .
قوله ( كَانَا يَاكُلاَنِ الطَّعَامَ ) كناية عن إتيان الحاجة ، فنبه بأكل( {[17292]} ) الطعام على عاقبته( {[17293]} ) ، وغلَّبَ المذكر على المؤنث . وقيل : المعنى : كانا يتغديان( {[17294]} ) كما يتغدَّى( {[17295]} ) البشر ، ومن كان هكذا فليس بإله ، لأن الإله( {[17296]} ) لا يحتاج إلى شيء( {[17297]} ) .
قوله : ( انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ )( {[17298]} ) أي : انظر : يا محمد كيف نبين لهؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى ( الآيَاتِ ) ، وهي العلامات على بطلان ما يقولون في أنبياء الله ، ثم انظر : يا محمد –مع تنبيهنا إياهم على ذلك- كيف يؤفكون ، أي : من أين يصرفون عن الحق( {[17299]} ) . يقال لكل( {[17300]} ) مصروف عن شيء : ( هو مأفوك عنه ) ، و( قد أفكت( {[17301]} ) فلاناً عن كذا ) أي : صرفته عنه ، آفِكُه أَفْكاً( {[17302]} ) ، و( قد أُفِكَتِ الأَرْضُ ) : إذا صرف عنها المطر( {[17303]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.