الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُۥ لَحَقّٞ مِّثۡلَ مَآ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ} (23)

ثم قال : { فورب السماء والأرض إنه لحق } [ 23 ] هذا قسم الله جل ذكره بنفسه ، أن الذي أخبرهم به من أن رزقهم في السماء وفيها ما يوعدون حق ، كما أنهم ينطقون حق .

قال الحسن : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم {[65195]} قال : " قاتل الله عز وجل {[65196]} أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه فلم {[65197]} يصدقوه {[65198]} . ومن نصب " مثل " فهو عند سيبويه مبني لما أضيف إلى غير متمكن {[65199]} ونظيره { ومن خزي يومئذ } {[65200]} في قراءة من فتح {[65201]} .

وقال الكسائي : هو نصب على القطع ، ونصبه الفراء على أنه نعت لمصدر محذوف تقديره إنه ( لحق كمثل ذلك حقا {[65202]} ) مثل نطقكم {[65203]} ، وأجاز أن يكون أنتصب على حذف الكاف ، والتقدير عنده " أنه لحق كمثل ما أنكم " ، فلما حذف الكاف نصب ، وأجاز زيد مثلك بالنصب على تقدير حذف الكاف ، ويلزمه على هذا أن يجيز " عبد الله الأسد " بالنصب على تقدير " كالأسد " ، فينصبه إذا حذف الكاف ، وهذا لا يجيزه أحد {[65204]} .

وقد امتنع من إجازته الفراء وغيره ، واعتذر في جوازه مع " مثل " أن الكاف تقوم مقام " مثل " فأما من رفعه ، فإنه جعله نعتا لحق {[65205]} {[65206]} .


[65195]:ع: "عليه السلام".
[65196]:ساقط من ح.
[65197]:ح: "ولم".
[65198]:انظر: جامع البيان 26/127، وابن كثير 4/236، والدر المنثور 7/619.
[65199]:انظر: تفسير القرطبي 17/44.
[65200]:هود: آية 65.
[65201]:انظر: الكشف 2/237، وإعراب القرآن للنحاس 4/241، والتبيان في إعراب القرآن 2/1100، والكتاب لسيبويه 3/140.
[65202]:ح: "حق أحق ذلك حقا".
[65203]:انظر: تفسير القرطبي 17/43، والبحر المحيط 8/137.
[65204]:انظر: مشكل الإعراب 687 -688، وإعراب القرآن للنحاس 4/241، والتبيان في إعراب القرآن 2/1180، وزاد المسير 8/34 -35.
[65205]:ع: "للحق".
[65206]:انظر: هذا التوجيه في معاني الفراء 3/85، وإعراب النحاس 4/241.