ثم قال : { في كتاب مكنون } [ 81 ] أي : في كتاب مصون عند الله لا يمسه إلا المطهرون .
قال ابن عباس هو الكتاب الذي في السماء{[67001]} ، قاله{[67002]} الضحاك .
قال{[67003]} ابن زيد زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد صلى الله عليه وسلم{[67004]} .
فأخبرهم الله أنهم لا يستطيعون على ذلك .
قال ابن عباس : إذا أراد الله أن ينزل كتابا نسخته السفرة فلا يمسه إلا المطهرون ، يعني الملائكة ، وهو قول ابن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك{[67005]} ، فهو خير وليس بنهي ، وقد يجوز أن يكون إخبارا على الإلزام فيكون فيه معنى النهي{[67006]} كما تقول ( جعل كذا ){[67007]} وكقوله { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم }{[67008]} .
قال المبرد معناه آمنوا بالله{[67009]} .
وقيل هم حملة التوراة والإنجيل ، قاله عكرمة{[67010]} .
وقال أبو العالية المطهرون الذين طهروا من الذنوب كالملائكة والرسل {[67001]} قال {[67002]} ابن زيد المطهرون : الملائكة والأنبياء والرسل التي تتنزل {[67003]} به من عند الله المطهرة {[67004]} .
وقال قتادة : معناه لا يمسه عند الله إلا المطهرون ، قال وأما عندكم فيمسه المشرك النجس والمنافق الرجس {[67005]} .
وفي حرف ابن مسعود ما يمسه {[67006]} .
وقال مالك بن أنس في قوله عز وجل {[67007]} { لا يمسه إلا المطهرون } [ 82 ] إنما هو بمنزلة قوله : { في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة } {[67008]} فهذا من قول مالك يدل على أنه نفي ليس بنهي يراد به الملائكة {[67009]} .
وقال مسلم {[67010]} : لا يمسه إلا طاهرا ، وسئل عن آية فقال : سلوني فلست أمسه إنما أقرؤه {[11]} ، وكان قد أحدث ولم يتوضأ .
وفي كتاب عمرو {[12]} بن حزم : لا يمس القرآن إلا طاهرا ، وهو الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن {[13]} حزم {[14]} .
وروى مالك أن مصعب بن {[15]} سعد قال كنت أمسك المصحف على سعد بن {[16]} أبي وقاص فاحتككت ، فقال لعلك مسست ذكرك ، فقلت نعم ، فقال فقم فتوضأ {[17]} ، فقمت فتوضأت ثم رجعت ، وروي أنه قال له فقم {[18]} فاغسل {[19]} يديك .
وقال مالك لا يمس {[20]} المصحف أحد بعلاقة أو على وسادة إلا هو طاهر إكراما للقرآن {[21]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.