الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمان الرحيم

سورة الحديد

مدنية{[1]}

قوله : { سبح لله ما في السماوات والأرض } إلى قوله : { والله بما تعملون خبير } الآيات [ 1 -10 ] .

أي : كل ما دون الله من خلقه يسبح تعظيما له وإقرارا بربوبيته وقيل التسبيح فيما لا ينطق هو ظهور{[67115]} أثر الصنعة فيه{[67116]} .

وقيل : بل كل ما لا ينطق والله أعلم بتسبيحه ، ودل على ذلك قوله : { ولكن لا تفقهون تسبيحهم }{[67117]} ولو كان تسبيح ما لا ينطق أثر الصنعة عليه لكان ذلك [ شيئا ]{[67118]} يفقه ( ويعلم ظاهرا عندنا ){[67119]} .

وقيل : { سبح } في هذا وما بعده من السور معناه " صلى " {[67120]} .

وقوله : { وهو العزيز الحكيم } أي : العزيز في انتقامه ممن عصاه الحكيم في تدبير خلقه ، لا يدخل في تدبيره خلل{[67121]} .


[1]:أ: إذ.
[67115]:ح: "طهور" وهو تصحيف.
[67116]:انظر: البحر المحيط 8/217.
[67117]:الإسراء : 44.
[67118]:ساقط من ح.
[67119]:ع : (ويعلم أنه ظاهر عندنا).
[67120]:انظر: البحر المحيط 8/217.
[67121]:انظر: إعراب النحاس 4/349.