الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

- ثم قال تعالى : ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم )( 16 )[ 3 ] .

( وآخرين ) : عطف على الأميين ، أي : بعث في الأميين وفي آخرين منهم ، " فهم " في موضع خفض ، وقيل : " هم " في موضع نصب عطف على الهاء والميم في " يعلمهم " أو في : " يزكيهم " ، أي : ويعلم آخرين ( منهم الكتاب والحكمة ، أي( 22 ) : ويزكي آخرين منهم ، قال مجاهد( 24 ) : ( وآخرين منهم ) عنى به العجم .

لأنهم أميون أيضا ، وكذلك قال ابن جبير .

قال أبو هريرة : لما نزل ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) ، قيل : يا رسول الله ، من هم ؟ فضرب رسول اللهصلى الله عليه وسلم ( بيده ) على [ سلمان ] / وقال : لو كان الدين بالثريا لناله هذا وأصحابه .

وعن مجاهد : " ( وآخرين منهم ) : هم كل من ردف الإسلام من الناس كلهم " .

وقال ابن زيد : هؤلاء كل من كان بعد النبيعليه السلام إلى يوم القيامة ( كل من دخل في الإسلام من العرب والعجم .

وقال الضحاك( 11 ) : " كل من آمن وعمل صالحا إلى يوم القيامة " ) .

وقال ابن عمر في أهل اليمن : أنتم هم .

ومعنى : لما يلحقوا بهم ) [ 3 ] .

أي : لم يحيوا بعد [ و سيحيون ] .

ثم قال : ( وهو العزيز الحكيم )[ 3 ] .

أي : وهو العزيز في انتقامه من أعدائه ، الحكيم في تدبيره خلقه .