الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَلۡقُواْۖ فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ سَحَرُوٓاْ أَعۡيُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَآءُو بِسِحۡرٍ عَظِيمٖ} (116)

قوله : { قال ألقوا فلما ألقوا سحروا [ أعين الناس ]{[24739]}[ 116 ] ، الآية .

والمعنى : قال لهم موسى : ألقوا فلما ألقوا ( سحرهم{[24740]} ) سحروا أعين الناس ، بسحرهم وخدعهم ، فاسترهبوهم{[24741]} الناس ، { وجاءوا بسحر عظيم }[ 116 ] ، أي : بتخييل عظيم{[24742]} .

قال السدي : كانوا بضعة ومائتي ألف ، ليس منهم رجل إلا [ معه{[24743]} ] حبل وعصا{[24744]} .

قال ابن إسحاق{[24745]} : صَفَّ فرعون خمسة عشر ألف ساحر ، مع كل واحد حباله وعصيه . وخرج موسى ( عليه السلام{[24746]} ) ، معه أخوه{[24747]} يتكئ على عصاه ، حتى أتى الجمع فألقوا ما في أيديهم فإذا هي حيات{[24748]} كأمثال الجبال ، قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضا ، { فأوجس{[24749]} في نفسه خيفة موسى }{[24750]} ، أي : أحس خوفا{[24751]} .


[24739]:زيادة من ج.
[24740]:زيادة من ج، و ر.
[24741]:كذا الأصل، و"ر". وفي ج، فاسترهبهم. وفي جامع البيان الذي نقل عنه مكي: "واسترهبوا الناس". وفي مجاز القرآن 1/225: "{واسترهبوهم}، وهو من الرهبة، مجازه: خوفوهم". وقال الزجاج في معاني القرآن 2/366: "أي: استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس". وانظر: البحر المحيط 4/361، والدر المصون 3/321.
[24742]:هنا إيجاز يوضح بما في جامع البيان 13/27.
[24743]:زيادة من "ج" و"ر".
[24744]:جامع البيان 13/27، 28، بتصرف، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1535، وزاد المسير 3/241، وتفسير ابن كثير 2/237، والدر المنثور 3/513، ونصت كلها على أن عدد السحرة بضعة وثلاثون ألفا. وظني أن أبا محمد قد وهم في العدد.
[24745]:هو: محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر، المدني إمام المغازي، توفي سنة 150هـ. انظر: تهذيب التهذيب 3/504-507.
[24746]:ما بين الهلالين ساقط من ج، وفي ر، رمز صم صلى الله عليه وسلم.
[24747]:في الأصل: أخاه، وهو خطأ ناسخ، وصوابه من "ج" و"ر"، مصدري التوثيق، ص: 2492، هامش 2.
[24748]:في الأصل: فإذا هي حية. وأثبت ما في "ج" و"ر" ومصدري التوثيق، ص: 2492، هامش 2.
[24749]:طه: 66.
[24750]:جامع البيان 13/28، وتفسير ابن كثير 2/237، بتصرف.
[24751]:قال في تفسير المشكل من غريب القرآن 249: "أضمر خوفا"، وهو تفسير ابن قتيبة في غريبه 280. وفي معاني القرآن للفراء 2/186: "أحس ووجد"، وفي مجاز القرآن 2/23،: "أي: أضمر وأحس منهم خيفة، أي: خوفا، فذهبت "الواو" فصارت ياء من أجل كسرة الخاء".